Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 67-73)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الهزؤ : السخرية . فارض : كبيرة انقطعت ولادتها . بكر : صغيرة لم يركبها الفحل . عوان : نَصَف بين الكبيرة والصغيرة . فاقع : ناصع شديد الصفرة . الذلول : المدرب الذي عُوّد على العمل . تثير الارض : تقلبها وتهيئها للزراعة . مسلمة : خالية من العيوب . لا شية فيها : لونها واحد ليس فيها ألوان مختلفة . والشية : العلامة . ادّارأتم : اختصمتم ، وتدافعتم بأن قال بعضكم أنتم القتَلة وقال الآخرون بل أنتم . في هذه الآية يقص علينا تعالى موضوعاً يبين فيه تعنت اليهود ، ومما حكتهم واستهزاءهم بأوامر الله ، وتعجيزهم لنبيهم ، وتنطعهم بالدين . وأصل القصة ان جريمة قتل وقعت في بني إسرائيل ولم يعرف القاتل . فأتوا الى موسى يطلبون حكمه فيها فقال لهم : ان الله تعالى يأمركم ان تذبحوا بقرة ليكون ذلك مفتاحاً لمعرفة القاتل . فقالوا : أتسخر منا يا موسى ! فقال : أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين . وهنا بدأ تعنتهم اذ قالوا : اطلب لنا من ربك ان يبين لنا لون هذه البقرة . فأجابهم موسى : ان الله تعالى يقول انها بقرة صفراء لونها فاقع تسر الناظرين لصفاء لونها ووضوحه . ثم لجّوا في سؤالهم فقالوا : ادعُ لنا ربك يبين شأن هذه البقرة ، لأن البقر كثير وقد تشابه علينا . فقال لهم ان الله يقول انها بقرة لم تذلل بالعمل في حرث الارض وقلبها للزراعة ، ولم تعمل في سقي الارض ، وهي مسلَّمة بريئة من العيوب ليس فيها أية علامة أو لون آخر . فقالوا : الآن جئت بالبيان الواضح ، وأخذوا يبحثون عن البقرة التي بهذه الصفات . ووجدوها عند أيتام فقراء فاشتروها بأضعاف ثمنها ثم ذبحوها ، وما كادوا يفعلون ذلك لكثرة أسئلتهم وطول لجاجهم . ثم يأتي الى القصد الاول من ذبح البقرة . وهي قوله : قتل بعضكم نفساً فود كل منكم ان يدفع عن نفسه التهمة ، وتخاصمتم في ذلك ، والله يعلم الحقيقة وهو كاشفها ومظهرها مع أنكم تكتمونها . فقلنا على لسان موسى : اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة ، فلما فعلتم أحيا الله القتيل وذكر اسم قاتله ثم سقط ميتا … وتلك معجزة من الله لنبيه موسى ، والله على كل شيء قدير . جمع المفسرين مجمعون على أن ضرب القتيل كان بجزء من البقرة وإن اختلفوا في تعيين ذلك الجزء . ومعرفة هذا الجزء لا تنقص ولا تزيد في قدر المعجزة ، وانما هي علم لا يفيد أحدا . وقد خالف المرحوم عبد الوهاب النجار في تفسير " اضربوه ببعضها " في كتابه قصص الأنبياء ص 259ـ262 وقال : المراد بعض أجزاء القتيل . يعني ان يضرب المتهم بجزء من جسم القتيل ، هذا ما نفهم من كلامه وهو يقول : ان قصة ذبح البقرة منفصلة عن قصة القتل . وكل واحدة على حدة . أما المراد بذبح البقرة فهو أن بني إسرائيل كانوا مع المصريين الذين يقدسون البقر . وكانت فيهم بقية من هذا التقديس بدليل أنهم عبدوا تمثال العجل ، فكان لا بد لاقتلاع هذه البقية من نفوسهم تكليفهم ذبح البقرة ، فكان لذلك الأمرُ بالذبح ، وكان لذلك المجادلة والتلكؤ منهم ، فذبحوها وما كادوا يقومون بالذبح . والرأي هنا أقرب الى التعليل المنطقي لا مجرد التفسير . ويريكم آياته وهي الإحياء وما اشتمل عليه من الأمور البديعة من ترتيب الحياة على الضرب بعضو ميت ، وإخبارُ الميت بقاتله مما ترتب عليه الفصل في الخصومة وازالة أسباب الفتن والعداوة لعلكم تفقهون أسباب الشريعة وفائدة الخضوع لها .