Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 75-76)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
انتقل الكلام هنا من مخاطبة اليهود في شأن أجدادهم الى الحديث مع المسلمين ، فقد كان النبي شديد الحرص على دخول اليهود في الاسلام ، لأن أصل الدينين واحد من حيث التوحيد والتصديق بالبعث ، فافتتح الكلام بهذه الجملة الاستفهامية : افتطمعون ان يؤمنوا لكم … ؟ أبعد كل ما قصصناه يطمع طامع في ايمان هؤلاء القوم وهم الوارثون لذلك التاريخ الملوث ؟ ثم يقص علينا من مساوىء أفعال اليهود واقاويلهم في زمان البعثة زهاء عشرين سبباً لا تبقي مطمعاً لطامع في ايمانهم . وهو لا يدع زعماً من مزاعمهم الا قفى عليه بالرد والتفنيد ، وقد بدأ هذا الوصف بتقسيمهم فريقين : علماء يحرّفون كلام الله ويتواصون بكتمان ما عندهم من العلم لئلا يكون حجة عليهم ، وجهلاء أميين هم ضحايا التلبيس الذي يأتيه علماؤهم . فمن ذا الذي يطمع في صلاح أمة جاهلها مضلَّل باسم الدين وعالمها مضلِّل يكتب من عنده ويقول هذا من عند الله ! لذلك ينبهنا الله الى انه : ما كان ينبغي لكم أيها المؤمنون ان تطمعوا في ان يؤمن اليهود بدينكم ، وقد اجتمعت في مختلف فرقهم اشتات الرذائل . ان احبارهم يسمعون كلام الله ويفهمونه ثم يحرّفونه عمداً . واذا لقي اناس منهم أصحاب النبي قالوا لهم كذباً . ونفاقاً أنّا آمنا كإيمانكم وان محمداً هو الرسول الذي بشّرت به التوراة ، فاذا خلا بعضهم الى بعض عاتبهم الباقون منهم على قولهم السابق ، خشية ان يكون ذلك حجة على اليهود قاطبة يوم القيامة .