Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 84-86)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
السفك : اراقة الدماء . التظاهر : التعاون . الأثم ، العدوان : تجاوز الحد في الظلم . ذكّر الله بني اسرائيل في الآية السابقة بما أُمروا به من عبادة الله وحده والاحسان الى الوالدين وذوي القربى ، وان يعاشروا الناس جميعاً بالحسنى … ثم بيّن أنهم لم يطيعوا ما أُمروا به وتولَّوا وهم معرضون . وهنا يمضي السياق فيقص علينا عن حال اليهود ، ومواقفهم التي تجلى فيها العصيان ويذكّرهم بأهم الأمور التي نُهوا عنها وقد أخذ الله عليهم العهد باجتنابها . والخطاب هنا لليهود في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، فقد كانوا في المدينة ثلاثة أحياء : بنو قينقاع ، وبنو النضير ، حلفاء الخزرج ، وبنو قريظة حلفاء الأوس . وكان العداء بين الأوس والخزرج مستحكما ، فهم في أغلب الأحيان في حرب دائمة . اذ ذاك كان يقاتل كلُّ فريق مع حلفائه ، فيقتل اليهودي أعداءه وبينهم اليهودي من الفريق الآخر . وهذا حرام عليهم بنص ميثاق الله . وكانوا يخرجونهم من ديارهم اذا غُلب فريقهم وينهبون أموالهم ويأخذون سباياهم . وهذا حرام عليهم بنص ميثاق الله معهم . ثم اذا انتهت الحرب يَفدون الأسارى ويفكّون أسر المأسورين من اليهود ، عملاً بحكم التوراة . هذا هو التناقض الذي يواجههم القرآن ، وهو يسألهم باستنكار شديد { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } ؟ ان الكتاب ينص على تحريم القتل والاخراج من الديار وأنتم تنقضون ذلك . لذا فان الله يتوعدهم بالخزي في الحياة الدنيا ، وأشد العذاب في الآخرة . وذلك أنهم آثروا أعراض الدنيا الزائلة على نعيم الآخرة الدائم . فلن يخفَّف عنهنم عذاب جهنم ، ولن يجدوا من ينقذهم منه . القراءات : قرأ عاصم وحمزة والكسائي . " تظاهرون " بحذف احدى التاءين وقُرىء " تتظاهرون " بهما معاً . وقرأ حمزة " أسرى " جمع أسير كجريح وجرحى . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وابن عامر : " تفدوهم " وقرأ عاصم في رواية المفضل " تردون " بالتاء . وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية ابن بكر وخلف ويعقوب " يعملون " بالياء .