Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 89-91)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يستفتحون : يستنصرون . اشتروا : باعوا . البغي : الفساد : بغضب : رجعوا محّملين بالغضب . مهين : مذل . بما وراءه : بما سواه . كل هذا القصص الذي يقصه الله عن بني اسرائيل للمسلمين انما يُقصد به تحذيرهم من الوقوع في مثله ، حتى لا تُسلب منهم الخلافة في الارض . والامانة التي ناطها الله بهم . { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ … } هذه الآية مرتبطة بالآية السابقة … { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } . ولما جاء رسولنا محمد بالقرآن ، وهو كتاب من عند الله مصدّق لما أُنزل عليهم من التوراة ، وعرفوا من التوراة نفسها صدق ما فيه كفروا به عناداً وحسداً . وذلك لأن من جاء به رسول من غير بني اسرائيل . روى كثير من الصحابة ان الأوس والخزرج تغلبوا على اليهود ، وأذلّوهم زمن الجاهلية فكانوا يقولون للعرب : إن نبيّاً الآن مبعثُه قد أظلّ زمانه ، يقتلكم قتل عادٍ وإرمَ . وكان اليهود يستفتحون به على الكفار ، يعني يستنصرون به ، ويقولون : اللهمّ ابعث هذا النبي الذي نجده في التوراة . فلما بعث الله محمداً كفروا به . وقد قال لهم مُعاذ بن جبَل وبشرْ بن البراء : يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل شِرك ، وتخبروننا انه مبعوث ، وتصِفونه بصفاته . فقال له سلام بن مشكم بن النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالّذي كنا نذكره لكم . فأنزل الله تعالى في ذلك : " ولما جاءهم ، الآية … " ومعنى " مصدق لما معهم " : موافق له في التوحيد وأصول الدين والايمان بالبعث واليوم الآخر . { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ } ساء ما باعوا به أنفسهم ، حين اختاروا الكفر على الايمان ، حسداً أن يأتي نبي من غير اليهود ، منكِرين على الله أن يكون له مطلق الخيرة في ان يوحي لمن يشاء من عباده . واذا قيل لهم ، أي اليهود المعاصرين للنبي في الحجاز ، صدِّقوا بما أنزل الله من القرآن على محمد واتبعوه ، قالوا : نحن نؤمن بما أُنزل علينا من التوراة فحسب … مع ان القرآن مصدق لما معهم من التوراة . وعلى هذا يكون كفرهم بهذا الكتاب المصدق لما في كتابهم كفراً بكتابهم نفسه . ثم يخاطب الله الرسول الكريم بقوله تعالى : قل يا محمد لليهود ، لمَ كنتُم تقتلون أنبياء الله في الماضي مع أنهم دعوا الى ما انزل عليكم ؟ إنّ قتلكم للأنبياء دليل قاطع على عدم ايمانكم برسالتهم . القراءات : قرأ ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب " ان ينزل " بالتخفيف ، والباقون " ان ينزّل " بالتشديد .