Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-25)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خصمان : واحدُهما خصم وهو المنازع . قطعت لهم : قدرت ، فصلت لهم وهي الأوْلى . الحميم : الماء المغلي . يصهر به : يذاب به . مقامع : واحدتها مِقمعة بكسر الميم الاولى ، خشبة او حديدة يُضرب بها الانسان على رأسه ليذلّ ويهان . الحريق : المحرِق : أساور : الإسوار والسوار هو الحلية التي تلبس في المعصم ، جمعها أسورة ، وجمع الجمع أساور وأساورة . هدوا : ارشدوا . الطيب من القول : الكلام اللطيف الرقيق . الصراط الحميد : الطريق المحمود . العاكف : المقيم . البادي : الطارىء القادم عليها . الالحاد : الانحراف ، والعدول عن القصد . بظلم : بغير حق . { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ ٱخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ … } . إن أهلَ الأديان الستة الذين سبق ذِكرهم فريقان : فريق المؤمنين وفريق الكافرين ، جادلوا في دين الله ، وتنازعوا في أمر ربهم ، وكل فريقٍ يعتقد أن الّذي عليه هو الحقّ . فالذين كفروا أُعدّت لهم نيرانٌ تحيط بهم كأنها ثياب قُدِّرت على أجسامهم ، ولزيادة تعذيبهم تصبُّ الملائكة على رؤوسهم الماء المغلي ، فينفذ إلى بطونهم فيذيبُ أمعاءهم وأحشاءهم كما يذيب جلودهم . ولتعذيبهم سياطٌ من حديد ، تضرب بها رؤوسهم ، يُقمعون بها كلّما حاولوا الهروب من جهنم والخروج منها من شدة الغم . وتردّهم الملائكةُ الى جهنم ، ويقولون لهم : ذوقوا عذاب النار المحرِقة جزاءَ كفركم . ويرى جماعة من المفسرين ان هذه الآياتِ نزلت يوم بَدْرٍ ، وان المراد بالخَصْمَين : حمزة ابن عبد المطلب ، وعلي بن ابي طالب ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنهم وهم المؤمنون ، وعتبة بن ربيعة ، وشَيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة وهم الكافرون ، وهؤلاء اول من تبارزوا يوم بدر . فقد روى ابن جرير الطبريّ في تفسيره أن أبا ذَرٍّ رضي الله عنه كان يُقسم ان هذه الآيات نزلت في المتبارزين يوم بدر . وفي الصحيحَين عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه انه قال : فينا نزلتْ هذه الآيات ، وأنا أولُ من يجثو في الخصومة على رُكبتيه بين يدي الله يوم القيامة … والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . وبعد ان بين الله سوء حال الكافرين أردفَ ذلك ببيانِ ما يناله المؤمنون من الكرامة من المسكن والحِلية والمَلْبس وحسن القول والعمل { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } [ القمر : 55 ] . { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } . أما الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمالَ الصالحة ، فإن الله تعالى أعدَّ لهم نعيماً مقيماً في جنات الخُلد ، تجري من تحت قصورِها وأشجارها الأنهار ، ويتمتعون فيها بالحليّ من الذهب واللؤلؤ ، ويلبسون افخر أنواع الحرير . قراءات قرأ نافع وعاصم : ولؤلؤا بالنصب . والباقون : ولؤلؤ بالجر . { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } . وزيادةً في ما اسبغ الله عليهم من النعيم ، يتعاملون فيما بينهم بالكلام الليِّن الطيب ، والعشرةِ المحمودة بمحبة وسلام . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } . ان الّذين كفروا بالله ورسوله ، ويمنعون الناسَ أن يدخلوا في دين الله وأن يصِلوا الى المسجد الحرام الذي جعله الله لجميع الناس ، سواء المقيمُ فيه والطارىء الذي جاء قاصداً له من مكان بعيد - يجازيهم اللهُ على ذلك بالعذابِ الشديد … وكذلك يجازي من ينحرف عن الحق ، ويميل إلى الظلم في الحَرَمِ ويعذّبه عذاباً أليما . روى ابن عباس رضي الله عنهما : ان الآية نزلت في أبي سفيانَ وأصحابه من قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه عامَ الحُدَيبية عن المسجد الحرام ، ثم صالحوه على أن يعود في العام المقبل .