Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حرمات الله : التكاليف الدينية وكل ما نهى الله عنه . فاجتنبوا الرجسَ من الأوثان : ابتعِدوا عن عبادتها . الزور : الكذب . حنفاء : واحدهم حنيف ، وهو من استقام على دين الحق ، ومال عن كل زيغ وضلال . كأنما خرّ من السماء : كأنما سقط من السماء . فتخطَفه الطير : يعني بعد ان يسقط ويموت تأكله الطير . مكان سحيق : مكان بعيد . شعائر الله : جمع شعيرة وهي كل اعمال الحج والهدايا التي يسوقها الحاج . منسكا : مكانا للعبادة . مُخبتين : خاشعين . وَجِلتْ قلوبهم : خافت . { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } . ذلك الذي أمرْنا به من قضاء المناسك هو الواجبُ عليكم في حَجِّكم ، ومن يلتزم أوامر الله ونواهيه في حجه تعظيماً لحدود الله يكن ذلك خيراً له عند ربه في دنياه وآخرته . لقد أحلّ الله لكم لُحوم الإبل والبقرة والغنم ، إلا في حالاتٍ مما بينه القرآن ، كالميتة وغيرها ، فاجتنبواعبادةَ الأوثان وطاعةَ الشيطان … إن ذلك رجس . وابتعِدوا عن قول الزور على الله وعلى الناس . { حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } . تمسّكوا بهذه الأمور مخلصين العبادةَ لله وحده ، دون إشراك أحدٍ به … إن من يشركْ بالله يعرّض نفسه للهلاك المريع ، وكأنه سقط من السماء فتمزَّقَ قِطعاً تتخطّفه الطور فلا تبقي له أثرا ، أو كأن الريح العاتية عصفتْ به فشتّتَت أجزاءه ، وهوت بكل جزء منها في مكانٍ بعيد . { ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } . امتثِلوا ذلك واحفظوه ، لأن من يعظّم دينَ الله وفرائضَ الحج وأعماله ، ويسوق البُدْنَ والهدايا الى الحَرَم ويختارها عظيمةَ الأجسام صحيحة سمينة - فقد اتقى الله ، لأن تعظيمها أثرٌ من آثار تقوى القلوب . { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } لكم في هذه الهدايا منافع دنيوية ، فتركبونها حين الحاجة وتحمل أثقالكم ، وتشربون من ألبانها ، ثم لكم منافعُها الدينية كذلك حين تذبحونها عند البيتِ الحرام تقرباً الى الله . { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ } . ليست هذه المناسك خاصةً بكم ، فقد جعلنا لأهل كل دينٍ من الأديان من قبلكم قرابينَ يتقربون بها الى الله ، ويذكرون اسم الله عليها ويعظّمونه عند ذبْحِها شكراً له على ما أنعم عليهم ، ويسَّره لهم منها . إن معبودَكم إله واحدٌ فاسلِموا له وحده ، ولا تشركوا معه أحداً . ويا أيها الرسول بشّر بالجنة والثوابِ الجزيل المخلصين ، الخاضعين لله من عباده . وقد بيّن الله علاماتِ أولئك المختبين فقال : { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِي ٱلصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } . وهؤلاء المخبتين لهم صفات : أولاها : أنهم إذا ذُكر الله عرتهم رهبةٌ من خشيته ، وخوفٌ من عقابه . ثانيتها : الذين يصبرون عند الشدائد على ما يصيبُهم من المكارِه والمتاعب . ثالثتها : ويقيمون الصلاةَ على أحسنِ وجهٍ في أوقاتها بخضوع ونشاط . رابعتها : وينفقون بعض ما آتاهم الله من طيب الرزق في وجوه البِرِّ وفي سبيل الله .