Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 1-11)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أفلح المؤمنون : ظفروا وفازوا . خاشعون : خاضعون ، اقبلوا بقلوبهم على صلاتهم . اللغو : ما لا فائدة فيه من الكلام . الزكاة : اخراج شيء من المال . وأصل الزكاة : التزكية وطهارة النفس . او ما ملكت أيمانهم : من الجواري ، وهذا لم يعد موجودا . فمن ابتغى وراء ذلك : فمن طلب غير . العادون : الذين يتجاوزون الحدود . راعون : حافظون . الفردوس : الجنة . في هذه الآيات الكريمة صورةٌ للمؤمن الحقيقي ، وهو الذي يجمع هذه الخصالَ السبع الحميدة . لقد فاز المؤمنون الّذين هم خاضعون في صلاتهم مقبلين عليها بقلوبهم ، والذين هم معرِضون عما لا يفيد من الكلام ، والذين يؤدون الزكاة ، ذلك الركن الاسلامي العظيم الذي يؤدي الى توثيق الروابط الاجتماعية بين المسلمين ، واشعار كل فرد منهم بأنه مسئول عن أخيه ومجتمعه ، والزكاة من اكبر الاهداف الاقتصادية التي تقضي على الفقر اينما حل . والذين يحافظون على أنفسِهم من أن تكونَ لهم علاقةٌ محرّمة بالنساء ، اذ أن الزنا من الامور التي حرّمها الاسلام تحريماً قاطعا ، لما فيه من الآثار الاجتماعية السيّئة التي لا يشك فيها عاقل ، وما له من عواقب وخيمة من الناحية الصحية لما ينقله من الأمراض ، وما يؤدي إليه من اختلاط الانساب . والله تعالى أباح لنا الزواج او مِلْكَ اليمين من الإماء فقال : { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } فلا مؤاخذة عليهم فيه . { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } فمن طلب ما بعد ذلك مما حرّم الله فهو متعدٍّ للحدود المشروعة ، وبذلك يكون مؤاخَذاً ومذنباً يستحق العقاب . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } من صفات المؤمن مراعاةُ الأمانة وحفظُها وأداؤها ، وحفظُ العهود التي بينه وبين الله ، او بينه وبين الناس ، فالمؤمنون لا يخونون الأماناتِ ، ولا ينقضون العهود . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } . وقد كرر ذِكر الصلاة والمحافظة عليها لما لها من أهمية في حياة المؤمنين ، وذلك لتعظيم شأنها ، وإشارةً إلى انها أَولى بالعناية فهي مصدر جميع الكمالات النفسية ، إذ بها يستمدّ الانسان من الله روحاً عالية ، وتكون له نوراً فياضا … فمن خشع فيها وحافظ عليها كان جديراً بأن يتّصف بجميع الصفات السامية التي تقدمت . وقد افتتح الله هذه الصفاتِ الحميدةَ بالصلاة واختتمها بالصلاة ، دلالةً على عظيم فضلها ، وكبير مناقبها . وقد ورد في الحديث " اعلموا أن خير أعمالكم الصلاةُ ، ولا يحافظ على الوضوءِ إلا مؤمن " وماذا ينتظر من اتصف بهذه الصفات ؟ ان من تحلّى بهذه الصفات يجازيه الله بالجنة . { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . يتفضل الله عليهم بالفردوس ، أعلى مكانٍ في الجنة ، يتمتعون فيها أبداً لا يخرجون منها ولا يموتون . وتلك غاية الفلاح الذي كتبه الله للمؤمنين ، وليس بعدَها من غاية تمتد إليها عينٌ او خيال . قراءات : قرأ ابن كثير وحده : لأمانتهم ، والباقون : لأماناتهم بالجمع . وقرأ حمزة والكسائي : على صلاتهم ، والباقون : على صلواتهم بالجمع .