Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 30-40)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جملة واحدة : دفعة واحدة . لنثّبت به فؤادك : لنقوّي به قلبك . ورتّلناه ترتيلا : نزلناه على مهل ، بعضُه إثر بعض . بمثل : بنوع من الكلام . تفسيرا : ايضاحا . يُحشرون على وجوههم : يسحبون عليها . وزيرا : معينا له برأيه . فدمّرناهم تدميرا : أهلكناهم ومحقناهم محقا . الرسّ : الفساد ، والبئر المطويّة بالحجارة . أصحاب الرس : طائفة من ثمود . وقرونا : جماعات . تبّرنا تتبيرا : أهلكناهم . القرية التي أُمطرت مطر السوء : هي سَدَوم ، قرية قوم لوط . لا يرجون : لا يتوقعون . نشورا : بعثنا للحساب والجزاء . هنا يقول الرسول شاكيا الى الله ان قومه هجروا القرآن ولم يلتفتوا الى ما فيه من هداية . فأجابه الله تعالى يسلّيه بأن هذا ليس دأب قومك فحسب ، بل إن كثيراً من الأمم قد فعلوا مع رسُلهم مثل ، فلا تجزع يا محمد واصبر كما صبروا ، وسينصرك الله عليهم ، وكفى بالله هادياً لك وناصراً لدينك . وقال الكافرون : لو كان القرآن من عند الله حقاً لأنزله جملةً واحدة . فردّ الله عليهم مقالتهم ، وبيّن لهم فوائدَ إنزاله منجَّماً ، ومنها تثبيتُ قلب النبي صلى الله عليه وسلم بتيسير الحفظ ، وفهم المعنى ، وضبط الألفاظ . ثم وعده بأنهم كلما جاؤا بشُبهةٍ أبطلَها بالجواب الحق ، والقول الفصل الذي يكشِف وجه الصواب ، { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } وفرّقناه آية آية : على مهل وتؤدة . ثم بين الله حال المشركين الذين يحشَرون يوم القيامة وهم في غاية الذل ويُسحبون على وجوههم الى جهنم في أسوأ حال ، واضيق مكان . ثم اردف بعد ذلك بقصص بعض الأنبياء مع أممهم الذين كذّبوهم فحلّ بهم النَّكالُ والوبال ليكون في ذلك عبرة للمكذبين . فذكر خمس قصص : قصة موسى مع فرعون وقومه ، وقصة نوح وقومه ، وقصة هود مع قومه عاد ، وقصة صالح مع قومه ثمود ، واصحاب الرسّ . وأوردَ كيف اهلكهم جميعاً كما أهلكَ بين ذلك أمماً كثيرة . { وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ ٱلأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } . لقد أنذرْنا هؤلاء كلهم وذكرنا لهم العظاتِ والأمثال ، لكنّهم لم يتعظوا ، فأخذناهم بالعذاب ودمّرناهم تدميرا . وهؤلاء قريشُ ، يمرّون في أسفارهم الى الشام على قرية قوم لوطٍ التي أمطرنا عليها شرَّ مطر وأسوأه ، أفلم يروْها فيتّعظوا بما حل بأهلها ؟ { بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً } إنهم لم يتعظوا بها لأنهم لا يؤمنون بالبعث والجزاء ولا يتوقعون أنهم سيُنْشَرون من قبورهم يوم القيامة .