Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 1-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
باخع نفسك : مهلكها من شدة الحزن . اعناقهم : رقابهم ، والمراد بها هنا الجماعات . من ذِكر : من موعظة . من كل زوج : من كل صنف . طسم : تقرأ هكذا طا . سين . ميم . وتقدم الكلام على هذه الحروف ، وهي لبيان ان القرآن المعجِز للبشر رُكّبت كلماته منها ومن أخواتها ، فمن ارتاب في ان هذا القرآن من عند الله فليأتِ بمثله ، ولن يستطيع . { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } ان هذا الكلام الذي أوحيتُ به اليك يا محمد هو آياتُ القرآن البيّن الواضح الذي يفصل بين الحق والباطل . { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } لعلّك أيها الرسول ستقتل نفسك ان لم يؤمن قومُك برسالتك ، هوِّنْ عليك فإن الله سينصرك . ومثله قوله تعالى : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } [ الكهف : 6 ] . { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } ان في قدرتنا أن نأتيَهم بمعجزة تُلجئهم إلى الإيمان وتجبرهم عليه ، فيخضعون . ويتم ما نرجوه . { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } وما يجدد الله لقومك من موعظةٍ وتذكيرٍ إلا جدّدوا إعراضا وتكذيبا واستهزاء . { فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } لقد كذّبوا بما جئتهم به من الحق فاصبر عليهم ، فسيَرَوْن عاقبةَ استهزائهم ، وسيحلّ بهم عاجلُ العذاب وآجله في الدنيا والآخرة . وبعد ان بيّن إعراضهم عن الآيات المنزلة من عند ربهم - ذكر أنهم أعرضوا عما يشاهدونه من آياتٍ باهرة فقال : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } ؟ كيف اجترأوا على مخالفة الرسول وتكذيب كتابة ! ! أوَلَم ينظروا ويتأملوا في عجائب قدرته تعالى وخلقِه هذه الأصنافَ التي تسترعي الأنظار ، وتبهر الناظرين ! . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } ان في هذا وأمثاله لمعجزةً عظيمة وعبرةً جليلة ودليلاً على وجود الخالق القدير ، ولكنّهم لم يُعمِلوا عقولَهم في النظر في هذا الكون البديع ، فما آمنَ أكثرهم ، وظلّوا جاحدين . ثم بشّر الله رسولَه بالنصر والتأييد وغلبتِه لأعدائه وإظهاره عليهم فقال : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } ان ربك أيها الرسول لقويٌّ قادر على كل ما يريد ، وهو ذو الرحمة الواسعة ، فلا يعجِّلُ بعقاب من عصاه ، وهو المتفضّل بالرحمة على المؤمنين .