Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 44-51)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بجانب الغربي : هو جبل الطور في سيناء . قضينا : عهِدنا اليه وكلفناه أمرنا ونهينا . فتطاول عليهم العمُر : طال عليهم الأمد الذي بينهم وبين القرون الماضية . ثاويا : مقيما . وصّلنا لهم القولَ : انزلنا متواصلا بعضه اثر بعض . وما كنتَ يا محمد حاضراً بجانب الوادي الغربي الذي وقع فيه الميقاتُ وأعطى الله فيه ألواحَ التوراة إلى موسى حين عهد إليه أمرَ النبوة ، فكيف يكذّب قومُك برسالتك وانت تتلو عليهم انباء السابقين ! ؟ . لقد كان ذلك منذ قرونٍ طويلةِ انقطعت فيها الرسالاتُ وطال الزمن فأتينا بك لقومك لتنذرَهم برسالتك ، وما كنتَ مقيماً في " مدين " حتى تخبرَ أهلَ مكة بأنبائهم ، ولكنّا أرسلناك وأخبرناك بقصصهم واخبارهم . ولم تكن ايها الرسول حاضراً في جانب الطور حين نادى اللهُ موسى واصطفاه لرسالته ، ولكن الله أعلمَكَ بهذا القرآنِ رحمةً منه بك وبأمتك ، لتبلّغه قوماً لم يأتهم رسول من قبلك ، { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . وحتى لا يقول قومك حين تصيبهم كارثةٌ بسبب كفرهم : يا ربّ ، إنك لم ترسلْ إلينا رسولاً يبلّغنا فنتبعه { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } فأزحْنا العذرَ وبعثناك ايها الرسول اليهم . فلما جاء محمد بالحق قالوا تمرداً وعنادا : هلاّ أوتيَ مثلَ ما أوتيَ موسى من المعجزات الحسيّة حتى نؤمن به ! ويلهم ، ألم يكفُروا بموسى كما كفروا بك ! وقالوا إنما انتما ساحران ينصر أحدُكما الآخر ويعاونه . ثم امر رسوله ان يتحدّى قومه أن يأتوا بكتابٍ أهدى من القرآن والتوراة للبشَر وأصلحَ لحالهم فقال : { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } . ثم توعّدهم لأنهم لم يستطيعوا ان يأتوا بالكتاب فقال : { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ } ومن أضلُّ ممن اتبعَ هواه بغيرِ هدى من الله ! ان الله لا يهدي الذين يظلمون أنفسَهم بالتمادي في اتباع الهوى . قراءات قرأ اهل الكوفة : سِحران بغير الف يعني القرآن والتوراة . والباقون : ساحران : يعني موسى ومحمد ، عليهما الصلاة والسلام .