Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 119-120)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكتاب : المراد به هنا جميع الكتب المنزلة . عضّوا عليكم الأنامل : كنايةً عن شدة الغيظ ، والأنامل : أطراف الأصابع . ذات الصدور : الخواطر التي في نفس الانسان . وهذا تحذير من أولئك الأشرار ، واتخاذهم أصفياء للمؤمنين . ها أنتم أيّها المؤمنون تحبون أولئك الكفار المنافقين لما لبعضكم معهم من قرابة أو صداقة أو مصلحة ، وقد نهاكم الله عن اتخاذهم كذلك . انهم لا يحبونكم لتعصّبهم لدينهم . ( والسبب في ذلك ان كثيراً من الأنصار كان لهم قرابة أو نسب أو صداقة مع مواطنيهم في المدينة ، فلما أسلموا بقي أولئك على كفرهم وعنادهم وكيدهم للإسلام ، وبقي المسلمون بطيبة قلوبهم وصفاء نيَّتهم على حالهم السابقة معهم حتى نهاهم الله عن ذلك ) . وإذا لقوكم أظهروا لكم الإيمان وقالوا آمنّا وصدّقنا بما جاء به محمد ، اما حين يفارقونكم فإنهم يكشفون لبعضهم عن حقيقة أنفسهم ويبرزون شدة العداوة لكم ، وقد يعضّون أطراف أصابعهم غيظاً منكم . قل يا محمد : موتوا بغيظكم . وهذا دعاء عليهم بازدياد الغيظ حتى يهلكوا . ان الله عليم بما تخفيه صدورهم من الحقد والحسد ، فهم يحزنون اذا أصابكم خير من نصرٍ أو غنيمة ، لكنه يفرحون اذا نزلت بكم مصيبة أو لحقكم أذى . ومع ما سبق فإنكم ان تصبروا على أذاهم ، وتطبّقوا ما نهيتكم عنه من موالاتهم لن يضركم كيدهم شيئاً . ان الله هنا يدلّكم على ما يُنجيكم من شرور اعدائكم ، فعليكم ان تمتثلوا وتطمئنوا الى انه عالم بما يكيدونه لكم ، فلا يعجزه ردُّهم عنكم . فثقوا به أيها المسلمون وأطيعوه فيما أمركم وتوكلوا عليه . قراءات : قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب : " لاَ يضِرْكم " وفعلُه ضار يضير ، وقرأ الباقون بتشديد الراء .