Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 123-128)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أذلة : جمع ذليل ، وهو الضعيف المقهور . ان يمدكم : يرسل لكم مددا . منزلين : من السماء . بلى : حرف جواب يأتي بعد النفي والاستفهام المقترن بالنفي . من فورهم هذا : من ساعتهم هذه . مسوّمين : مرسَلين ، أو معلَّمين . ليقطع طرفا من الذين كفروا : يُضْعِفهم بقتل رؤسائهم وصناديدهم . يكبتهم : يخزيهم . يوم بدر ( ثانية ) . جاء التنزيل بهذه الآيات ليذكّر المؤمنين أن الله نصرهم يوم بدرٍ رغم كونهم قلة ضعفاء ، لأنهم ثبتوا وصبروا ، فاتقوا الله أيها المؤمنون ، واعلموا انكم إن تصبروا ينصركم الله دائماً كما نصركم في ذلك اليوم العصيب . ويقع ماء بدر على مسيرة مائة وعشرين ميلاً الى الجنوب الغربي من المدينة ، وكان اللقاء فيها بين المسلمين وكفار قريش يوم الثلاثاء في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة . وكان عدد المسلمين 313 رجلاً معهم ثمانية سيوف فقط ويحمل الباقون منهم قوساً أو عصا عزّلاً . اما المشركون فكانوا نحو ألف مقاتل بكامل أسلحتهم وعُددهم . وقد انجز الله وعده في هذه المعركة غير المتكافئة ، فكان النصر للمؤمنين رغم قلّتهم وندرة سلاحهم . وبفضل ذلك الانتصار صارت كلمة الايمان هي العليا . وكانت بدر مقدمةً لانتصارات متلاحقة عَقَبتها حتى امتد ظل الاسلام على الجزيرة كلها . ولقد نصركم الله ببدرٍ حينما كنت يا محمد تقول للمؤمنين : ألن يكفيكم لتطمئن نفوسكم ان يُعينكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة يرسلهم من عنده مدداً لكم ! بلى ، ان تصبروا على لقاء العدو ، وتتقوا الله ، ويأتِكم اعداؤكم على الفور - يرفع ربكم عدد الملائكة الى خمسة آلاف . بذلك يعجّل لكم النصر عليهم ويسهّل عليكم أمرهم . كل هذا بشارة لكم بالغلبة عليهم ، ولتسكنَ به قلوبكم ، اذ ما النصر الا من عند الله ، فهو الذي يدبِّر الأمور على خير السنن وأقوم الوسائل . وقد نصركم الله يا محمد في ذلك اليوم ليُهلك طائفة من الذين كفروا ، ( وقد تم فعلاً قتل عدد كبير من صناديد قريش وكبرائهم يوم بدر ) أو يذلّهم بالأسر والهزيمة والعار فيرجعوا خائبين . ليس لك أيها الرسول من التصرف في أمر العباد شيء ، بل الأمر لله ، يقضي فيهم ويحكم بما يشاء ، فإما ان يتوب عليهم بالإيمان ، أو يعذبهم بالقتل والخزي جزاء ظلمهم لأنفسهم وابتعادهم عن الهدى . وقد دل قول الله هذا دلالة لا تقبل التأويل أنه جلّت قدرته قد أمد المسلمين بالملائكة في بعض حروبهم . وقد دلت الروايات الكثيرة ، واتفق المسلمون على أن الله أنزل الملائكة يوم بدر لنصرة المؤمنين ، واختلفوا في انزالهم يوم أحد ، وليس من شك ان الله سبحانه أنزل الملائكة يوم بدر لنُصرة المؤمنين ولكن لا نعلم نوع هذا النصر : هل كان نصراً مادياً كالقتال ، أو نصراً معنوياً كتخويف المشركين ، وحصول الطمأنينة للمؤمنين ؟ الله أعلم ولا يجب علينا البحث والتنقيب عن ذلك ، على أنه إذا بحثنا فلن نصل الى يقين . قراءات : قرأ ابن عامر " منزلين " بتشديد الزاي ، والباقون " مُنزَلين " . وقرأ ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب : " مسوِّمين " بكسر الواو ، والباقون بفتحها .