Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 130-133)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الربا : الزيادة ، ومعناه هنا الفائدة التي تؤخذ على المال . اضعافا مضاعفة : زيادات متكررة . والسّراء : الرخاء . الضّراء : الشدة والضيق . الكاظمين الغيظ : الذين يضبطون أعصابهم فيكفّون عن الانتقام . الفاحشة : الفعل القبيح الذي يتعدى أثره الى الغير ، وظلم النفس هو الشر الذي يقتصر على الانسان وحده . في هذه الآيات الكريمة ينهانا الله عن التعامل بالربا ، كما كانت تفعل اليهود وأثرياء المشركين ، فيقول : أيها المؤمنون ، لا تأكلوا الربا في إسلامكم بعد ان هداكم الله ، كما كنتم تفعلون في جاهليتكم . وكانت طريقة التعامل بالربا في الجاهلية ، ان يكون للرجل مال على آخر الى أجل ، فاذا حلّ الأجل طلبه من صاحبه ، فيقول المدين : أجّلْ دَينك وأزيدك عليه . فيفعلان ذلك . هذا هو الربا اضعافا مضاعفة ، وهو الذي يسمى الآن الربا الفاحش أو الربا المركّب ، ويسمى أيضاً ربا النسيئة . وهناك نوع آخر من الربا هو ربا الفضل ، وهو الذي ورد النهي عنه بالحديث الشريف : " لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، ولا تبيعوا الورق بالورق الا مثلا بمثل سواء بسواء ، ولا تشفوا بعضه الى بعض ، اني اخشى عليكم الرماء ، يعني الرباء " ومعنى لا تشفوا : لا تزيدوا . وهذه أول آية نزلت في تحريم الربا . وهو بلاء كبير وشر عظيم ، وطالما هدم بيوتاً ودمر مجتمعات . وقد بلغ درجة من الفظاعة في الجاهلية حتى ألجأ بعض الناس ان يرهنوا زوجاتهم لدائنيهم . لهذا حرّمه الاسلام وشدّد في منعه ، ولذلك رافق الآية تهديد ظاهر وأمر صريح . فقال تعالى : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } اي أطيعوا فيما نُهيتم عنه من التعامل بالربا كيما يكون ذلك سبب فلاحكم في دنياكم وسعادتكم في الآخرة . ثم عزّز ذلك بقوله : { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } اي ابتعِدوا عنها بامتناعكم عن التعامل بالربا ، فإنما هي قد هيئت للكافرين . وقد قال الامام ابو حنيفة رحمه الله : هذه أخوفُ آية في القرآن ، حيث أوعد الله المتعاملين بالربا بالنار المعدَّة للكفارين . ثم أردف قائلا ومؤكدا ، أن أطيعوا الله ورسوله فيما نهيا عنه من التعامل بالربا حتى تُرحموا في الدنيا بصلاح حال المجتمع ، وفي الآخرة بحسن الجزاء على أعمالكم . { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ … } بادِروا الى العمل الصالح الذي يوصلكم الى مغفرة ذنوبكم ، ويُدخلكم جنة واسعة المدى ، عرضُها السماوات والأرض سبقَ أن أعدّها الله لمن اتقاه وامتثل أوامره .