Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-154)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يغشى : يغطي . برز : خرج . الى مضاجعهم : الى مصارعهم وقبورهم . ذات الصدور : السرائر . بعد ان انتهت المعركة ورجع بعض من انهزم من المسلمين وتجمّعوا حول الرسول الكريم وقف أبو سفيان وصاح : أُعلُ هُبَل ، يوم أُحد بيوم بدر ، لنا العزّى ولا عُزّى لكم . فقال رسول الله لعُمر : قل : الله أعلى وأجل ، الله مولانا ولا مولى لكم . فقال ابو سفيان : فيكم محمد ؟ قالوا : نعم ، قال : لقد حدثتْ مُثْلَةٌ لم آمر بها ولم تسؤني ، ( يعني بذلك ما حدث من التمثيل بجثّة حمزة وغيره من قتلى المسلمين ) ثم قال : الموعد بيننا بدرٌ في العام القابل . فخاف المسلمون ان يذهب المشركون الى المدينة . وفي تلك اللحظة بعث الله النعاس على طائفة المؤمنين الصادقين في إيمانهم تطميناً لقلوبهم ، وفي النوم راحة كبرى للأعصاب المرهقة وقت الشدائد . قال ابو طلحة : غشينا النعاسُ يوم أحد ، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ، ويسقط وآخذه . ورفعتُ رأسي فجعلت أَنظر وما منهم يومئذ الا يميد تحت حَجَفته من النعاس . وذلك قوله تعالى : { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ ٱلْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً } . والحجفة : الترس من الجلد . هذه احدى طائفتي المسلمين الذين قاتلوا يوم أُحد . أما طائفة الايمان المزعزع فقد أذهلهم الخوفُ ، ولم يكن لهم همٌّ الا انفسهم . وذلك لأنهم كانوا مكذِّبين بالرسول في قلوبهم ، فظنوا بالله الظنون الباطلة وأخذوا يقولون مستنكرين : هل لنا من النصر والفتح نصيب ؟ . لهؤلاء قل يا محمد : الأمر كله لله في النصر والهزيمة . وحتى حين يسألونك فإنهم في الواقع يخفون في أنفسهم ما لا يستطيعون اعلانه لك ، فهم يُظهرون أنهم يسألون مسترشدين طالبين النصر ، لكنهم يبطِنون الإنكار والتكذيب . فلسان حالهم يقول : لو كان أمر النصر بيد إله محمد كما ادعى محمد لما غُلبنا ، ولما قُتل من قُتل من أصحابه في هذه المعركة ! . قل لهم يا محمد : لو كنتم في منازلكم وفيكم من كُتِبَ عليه القتل لخرجوا الى مصارعهم فقُتلوا . اما الهزيمة فقد جازانا بها الله ليمتحن ما في صدورنا من الصدق والإخلاص أو عدمه ، ويمحصّ ما في قلوبنا من وساوس الشيطان ، والله عليم بذات الصدور . قراءات : قرأ حمزة والكسائي " تغشى " بالتاء ، والباقون " يغشى " بالياء . وقرأ أبو عمرو ويعقوب " قل ان الأمر كلُّه " برفع اللام . والباقون بنصبها .