Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 164-164)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يزكيهم : يطهرهم . الكتاب : القرآن . الحكمة : السنَّة ، والمعرفة بجميع أنواعها . لقد مرّ نظير هذه الآية في سورة البقرة ، الآية129 . بعد أن نفى الله الغلول والخيانة عن النبي الكريم على أبلغ وجه أكد ذلك بهذه الآية فأبان انه قد تفضل على المؤمنين بأن يبعث فيهم رسولا منهم ، وُلد في بلدهم فعرفوه حق المعرفة ولم يروا فيه طوال حياته الا الصدق والأمانة حتى فاز بلقب محمد الأمين . وقد جاء هذا الرسول يتلو عليهم آيات الله الدالة على القدرة والوحدانية ، ويوجه النفوس الى الاستفادة منها والاعتبار بها . هذا كما جاء محمد ليزكّيهم ، أي يطهّرهم من العقائد الزائفة ، ويطهر بيوتهم وأعرضهم ومجتمعهم من دنس الجاهلية وشِركها . كذلك جاء يعلّمهم القرآن والكتابة والقراءاة بعد ان كانوا أُميّين ضالين . " وعلى أية حال ، فقد تضمنت هذه الآية الأمور التالية : 1 - ان الرسول احسان من الله الى الخلق ، لأن الرسول ينقلهم من الجهل الى العلم ، ومن المذلَة الى الكرامة ، ومن معصية الله وعقابه الى طاعته وثوابه . 2 - ان هذا الاحسان قد تضاعف على العرب بالخصوص لأن محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) منهم ، يباهون به جميع الأمم . 3 - انه يتلو عليهم آيات الله الدالة على وحدانيته ، وقدرته وعلمه وحكمته . 4 - انه يطهّرهم من أرجاس الشرك والوثنية ، ومن الاساطير والخرافات والتقاليد الضارة ، والعادات القبيحة . 5 - يعلّمهم الكتاب أي القرآن الذي جَمَعَ كلمتهم ، وحفظ لغتهم ، وحثّهم على العلم ومكارم الأخلاق ، ويعلمهم الرسول أيضاً الحكمة ، وهي وضع الأشياء في مواضعها ، وقيل : ان المراد بها هنا الفقه … " يقول جعفر بن أبي طالب الصحابي الجليل مخاطباً النجاشي عندما لجأ اليه المسلمون في أول بدء الدعوة : " أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القويُّ منا الضعيف ، حتى بعث الله الينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه . فدعانا الى الله وحده لنوحّده ، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من الحجارة والأوثان ، وأمرَنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصِلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا ان نعبد الله ولا نشرك به شيئاً وأمرَنا بالصلاة والزكاة والصيام " .