Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 200-200)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يا أيها المؤمنون اصبروا على شدائد الدنيا وآلامها ، وألجِموا شهوات النفس وأطماعها ، واصبروا على انحراف الناس ونقصهم وسوء أعمالهم ، فالصبر شيء عظيم . ولقد حث الله تعالى عليه في نيِّفٍ ومائة آية من القرآن الكريم ، وما ذلك الا لعلو منزلته ، وكونه من أكبر علائم النجاح في الدارين . أما { وَصَابِرُواْ } فتعني تحمَّلوا المكاره التي تلحقكم من سواكم ، وصابِروا الأعداء دون أن ينفذ صبركم على طول المجاهدة ، وسيكون لكم النصر بإذن الله . { وَرَابِطُواْ } في سبيل الله ، وأصلُ المرابطة الإقامة في الثغور على حدود الأعداء ومواقع الجهاد ، اما الآن فقد بات معناها الجهاد في جميع ألوانه والاستعدادُ له بكل ما ولّده هذا العصر من وسائل الدفاع والاسلحة الحديثة . وما ترك الجهادَ قومٌ الا وَقَرَنهم الله بالذل ، فلننظر الى ما نحن عليه الآن من فرقة ونزاع واختلاف بين زعمائنا وحكامنا ، وما يصدر من بعضهم من تبجح وتصريحات ، فهل نحن في مستوى قضيتنا ؟ ؟ { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } والتقوى تصاحب كل ما سبق ، فهي الحارس اليقظ في الضمير تحرسه من أن يغفل ، أو يضعف ، أو يحيد عن الطريق القويم . فالصبر والمصابرة والجهاد بدون تقوى الله لا قيمة لها ولا فائدة منها . { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } في الدنيا والآخرة ، نسأل الله تعالى ان يوفقنا لنكون من هؤلاء ، فنفوز مع الفائزين برضاه في الدارين ، وصدق الله العظيم .