Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 45-48)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المسيح : لقبٌ لعيسى والكلمة معرَّبة , وعيسى ايضا كلمة عبرانية . وجيها : شريفا عاليا . المهد : فراش الصبي الصغير . الكهل : الرجل من الثلاثين الى الخمسين . الكتاب : الكتب المنزلة من عند الله ، ويجوز ان يكون المراد به الكتابة . الحكمة : اصابة الحق بالعلم والعمل . التوراة : الكتاب الذي أنزل على موسى . الإنجيل : معناه " البشرى أو البشارة " وهو الكتاب الذي أنزل على عيسى . واذكر يا محمد حينما بشّرت الملائكة مريم بولد صالح ، اسمه المسيح عيسى بن مريم ، خلقه الله بكلمة منه ، على غير السنَّة الجارية بين البشر في التوالد ، بقوله " كن فيكون " . وقد جعله الله ذا مكانة عالية في هذه الدنيا حيث أعطاه النبوة ، وفي الآخرة حيث اعطاه علو المنزلة مع الصفوة المقربين الى الله من النبيّين أُولي العزم . وقد ميزه الله بخصائص منها أن يكلّم الناس وهو طفل في مهده ، كما يكلّمهم وهو رجل كامل الرجولة . فلما سمعت مريم هذا الكلام قالت متعجبة : من أين يكون لي ولد ولم يمسّني رجل ! فأَوحى الله اليها انه يخلق بقدرته مثل هذا الخلق العجيب ، وانه اذا اراد شيئاً أوجده بقوله كن فيكون . وان الله سوف يعلّم طفلها العلم الصحيح النافع ، والتوراةَ التي انزلت على موسى والانجيل الذي سيوحيه اليه . قراءات : قرأ أهل المدينة وعاصم ويعقوب " ويعلّمه " بالياء والباقون " ونعلمه " بالنون . الانجيل : كلمة يونانية وردت في القرآن الكريم ، معناها " البشرى " وتطلق اليوم على كل من الأناجيل التي تترجِم للمسيح في مجموعة " العهد الجديد " وهي اربعة : متّى ومرقص ولوقا ويوحنا . والاناجيل المتوازية هي الأناجيل الثلاثة ( متى ومرقص ولوقا ) ، سُميت كذلك لتقاربها من بعضها أكثر من تقاربها مع الانجيل الرابع ، انجيل يوحنا ، الذي يختلف عنها في غايته . وتسمى مشكلة صلات هذه الأناجيل الثلاثة بعضها ببعض " المشكلة المتوازية " ، ومؤداها أن انجيلي متّى ولوقا يحويان عناصر غير موجودة في انجيل مرقص . وتتفق هذه الأناجيل الثلاثة في أنها تترجم للمسيح رغم وقوف كل منها في ترجمته عند حد معين ، وتوضيح مزية خاصة من مزاياه ، مع بعض الاختلاف في بعض الحوادث والتواريخ . أما انجيل يوحنا فهو تأمل لاهوتي في تعاليم المسيح مع الاحتفاظ بالإطار التاريخي الأساسي . وانجيل متّى هو أول كتب العهد الجديد ، يعزى الى متّى تلميذ المسيح ، وقد وصلنا في الثلث الثاني من القرن الأول للمسيح قبل سنة سبعين . وانجيل مرقص هو ثاني كتب العهد الجديد ، وأصغر وأبسط الأناجيل الأربعة . وانجيل لوقا الكتاب الثالث من العهد الجديد ، وقد دُوّن في أواخر القرن الاول . وهو الانجيل الوحيد الذي يتكلم عن ولادة المسيح كما يعرض لصَلبه وبعثه ، وفيه نصوص لم ترد في الأناجيل الأخرى . وانجيل يوحنا هو الكتاب الرابع من العهد الجديد ، وضعه الرسول يوحنا ، وهو يختلف عن الأناجيل الثلاثة المذكورة في مادته وتعالميه . وقد أورد الدكتور محمد وصفي في كتابه : " المسيح والتثليث " أسماءً لسبعة وثلاثين انجيلا ، منها انجيل برنابا ، وهو مطبوع في مصر ، وحديثاً في طبعة أنيقة في بيروت . وقد اقتنيته ، وفيه نصوص كثيرة تخالف الأناجيل الأربعة مخالفة جوهرية . وفيه بشارة صريحة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن المسيحيين لا يعترفون به ويقولون إنه مزيف . وفي كتاب الدكتور محمد وصفي " المسيح والتثليث " نصوص صريحة في مخالفة الأناجيل الأربعة لبعضها البعض واضحة جدا ، وكذلك هناك اختلاف بين طبعات الكاثوليك وطبعات البروتستانت . وقد قال ( فاستس ) في القرن الرابع وهو من علماء ( ماني كيز ) : إن الانجيل المنسوب الى متّى ليس من تصنيفه . وقال ( اشلاير ماخر ) في كتابه " الأبحاث عن انجيل لوقا " : ليس انجيل لوقا الا كتباً مختلفة كتبت في أزمنة غير معينة على أيدي قوم مجهولين . وبعض الفرق المسيحية كالفرقة الموسونية والفرقة الابيونية وفرقة يوني تيرن اسقطت البابين الأول والثاني من انجيل لوقا ، مع وجود الاختلاف الكبير بين كتابيهما وكتاب لوقا الحالي كذلك . وقال العلامة الألماني رويس : ان انجيل يوحنا مجرد رأي لأحد المسيحين نَزَعَ فيه الى بيان رأيه الخاص فيما أتى به المسيح عليه السلام . ولقد أكد ( استاولن ) ان انجيل يوحنا ليس إلا كتاباً كتبه بعض الطلبة من مدرسة الاسكندرية . وقد استبعد مسيو ( موريس فرن ) في دائرة المعارف البريطانية ، كون الأناجيل الثلاثة المعزوة الى متى ومرقص ولوقا من تصنيفهم ، وحين وصل الى الكلام عن انجيل يوحنا قال : لا شك انه كتابٌ دخيل مزوَّر أراد ان يوجد تناقضاً بين أقوال القديسَين متى ويوحنا … ومن أراد الاستزادة فعلية ان يرجع الى كتاب الدكتور محمد وصفي " المسيح والتثليث " وكتاب " إظهار الحق " للشيخ رحمة الله الهندي . وكل هذه الأقوال والانتقادات من علماء المسيحية أنفسهم . ونحن نعتقد أن هذه الأناجيل كلها محرَّفة ، مؤلفوها مجهولون ، وان الانجيل الصحيح الكامل مفقود كما جاء في القرآن الكريم .