Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 59-61)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المَثَلَ : الحال الغريبة . الامتراء : الشك . الابتهال : الملاعنة ، ثم شاع استعماله في الدعاء . " روي في سبب نزول هذه الآية ان وفد نجران وعلى رأسهم السيد العاقب قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك تشتم صاحبنا ؟ قال : وما أقول ؟ قالوا : هل رأيت إنساناً من غير أب ، ان كنت صادقاً فأرِنا مثله . فأنزل الله تعالى { ان مثَل عيسى عند الله كمثل آدم } اي إن شأنه في خلق الله اياه على غير مثال سابقٍ كشأن آدم ، فقد خلقه من تراب من غير أُمٍ ولا أب . بل ان خلْقَ آدم أغربُ وأعجب . ذلك ان الله قادر على صنع المعجزات التي لا تدركها عقولنا ، فهو اذا اراد شيئا إنما يقول له كن فيكون . هذا هو الحق من ربك يا محمد في خلق عيسى ، لا ما اعتقده النصارى من انه إلَه ، ولا ما زعمه اليهود من انه ابن يوسف النجار . دعهم في ضلالهم ، واثبُت على يقينك ولا تكن من الشاكّين . وإذا جادلك اليهود في شأن عيسى بعد هذا التنزيل فقل لهم : تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم ندعوا ان يصب الله لعنته على الكاذبين . وقد روي أن النجرانيّين لما دُعوا الى المباهلة قالوا لسيّدهم العاقب : ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم نبوته ، وها قد جاءكم بالفصل في أمر عيسى . والله ما باهلَ قوم نبياً الا هلكوا ، فإن أبيتم أن تبقوا على دينكم فوادِعوا الرجل وانصرفوا . فأتوا رسول الله محتضناً حفيده الحسين ، والحسن وفاطمة وعليّ يمشون خلفه وهو يقول لهم : أذا انا دعوت فأَمِّنوا , فلما رآهم كبير النصارى قال لقومه : إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله تعالى ان يزيل جبلاً لأزاله ، فلا تباهلوا فتهلكوا " . " ان العاقب والسيّد أتيا رسول الله فأراد ان يلاعنهما . فقال أحدهما لصاحبه : لا تلاعنه ، فوالله لئن كان نبيا فلاعنَنا لا نفلح أبدا ، فقالا له : نعطيك ما سألت ، فابعث معنا رجلاً أمينا ، فقال : قم يا أبا عبيدة ، أنت أمين هذه الأمة " . وفي هذا التحدي ما يدل على قوة يقين صاحبه وثقته بما يقول ، اما امتناع نصارى نجران عن المباهلة فدليلٌ على شكّهم في موقفهم وكونهم على غير بينة فيما يعتقدون .