Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 93-94)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الطعام : كل ما يؤكل ، ويطلق أحيانا على الخبز والقمح . الحل : الحلال . اسرائيل : لقب يعقوب . افترى : اختلق الكذب . كان اليهود يتصيّدون كل شبهة لينفَذوا منها الى الطعن في صحة الرسالة المحمدية ، واشاعة الاضطراب والفتنة في عقول المؤمنين . ومن الشبهات التي أوردوها أنهم قالوا للنبي : انت تدّعي انك على ملة ابراهيم ، فكيف تأكل لحوم الإبل وتشرب ألبانها مع ان ذلك حرام في دين ابراهيم ؟ فردّ عليهم بأن كل الطعام كان حلالاً لبني اسرائيل ، ولإبراهيم من قبله ، الا ما حرّم اسرائيل ( وهو يعقوب ) على نفسه من قبل ان تنزل التوراة . وذلك أنه مرض مرضاً شديداً وأصابه عِرق النَّسا فنذر لله لئن عافاه من هذا المرض ليمتنعنّ عن أكل لحوم الإبل وألبانها ، وكانت أحبَّ شيء الى نفسه . فقبل الله منه نذره . ثم جرت سنّة بني اسرائيل على اتباع أبيهم في تحريم ما حرم . كذلك حرم على بني اسرائيل مطاعم اخرى عقوبة لهم على معصيات ارتكبوها سيأتي ذكرها في سورة الأنعام . وهنا في هذه الآية الكريمة يرد الله عليهم ويبين ان الأصل في هذه المطاعم هو الحل ، وانها حُرمت عليهم لأسباب خاصة بهم . فإذا أحلّها للمسلمين فهو رجوع الى الأصل ، وهو أمر لا يثير الاعتراض ولا الشكّ في صحة هذا القرآن . وقد أمر الله رسوله ان يطلب منهم ان يأتوا من التوراة بدليل يثبت ان شريعة ابراهيم تحرم ذلك ، فعجزوا ، لأن قولهم كان مجرد فرية منهم وكذبة لفّقوها . كانوا يكذبون على الله وعلى الأنبياء السابقين . فأولئك هم الظالمون لأنفسهم المستحقون لعذاب الله .