Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 96-97)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بكة : اسم لمكة المكرمة . مقام ابراهيم : الحجر الذي كان يقف عليه لبناء الكعبة . أن أول بيت من بيوت العبادة الصحيحة هو البيت الحرام في مكة المكرمة ، فليس في الأرض موضع بناه الأنبياء أقدم منه . وهو مبارَك لما أُفيض عليه من بركات الأرض وثمرات كل شيء مع كونه بوادٍ غير ذي زرع . وفي هذا البيت دلائل واضحة على حُرمته وفريد شرفه وفضله ، منها قيام ابراهيم للصلاة فيه ، وأن من دخله كان آمناً لا يتعرض له أحد بسوء . روي عن عمر بن الخطاب قال : " لو ظفرت بقاتل الخطّاب ما مسَسْته حتى يخرج " . وقال ابو حنيفة : من وجب قتله فالتجأ الى الحرم لم يُتعرض له حتى يخرج منه ، ويجب العمل على اخراجه . وقد اتفق العرب جميعاً على تعظيم الكعبة في الجاهلية وأقرّ ذلك الإسلام . والحج الى البيتِ واجبٌ على المستطيع ، وتختلف الاستطاعة باختلاف الأشخاص ، والبعدِ عن البيت أو القرب منه ، وكلُّ مكلف أدرى بنفسه في ذلك . والحج فريضة ، في العمر مرة ، عندما تتوافر القدرة من الصحة والأمن والمال الكافي . وهو مؤتمر المسلمين السنوي العام ، يتلاقون فيه عند البيت الذي بدأت منه الملة الحنيفية على يد ابراهيم وصدرت من عنده دعوة محمد . لذا جعله الله أول بيت خالص في الأرض لعبادته . أما من كفر وتمرد على أمر الله وجحد دينه ، فإنه الخاسر . ذلك أن الله غني عن العالمين ، لا يحتاجهم ، ولا يصله شيء من عبادتهم الا ما يطهّر أنفسهم ويقيم مجتمعهم . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " ولله على الناس حِج البيت … " بكسر الحاء ، والباقون بالفتح .