Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 33-34)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اتقوا ربكم : خافوا عقابه . لا يجزي : لا يغني ولا ينفع . الغرور : بفتْح الغَين ، ما غرَّ الانسان من مال وجاه وشهوة وشيطان . الساعة : يوم القيامة . الغيث : المطر . ما في الارحام : ما في بطون الحبالى من مواليد . يختم الله هذه السورة الكريمة بآيتين عظيمتين ، الأولى فيها يذكّر الناسَ بالتقوى والعمل الصالح ، وان هناك هولاً أكبر من هول البحر ، وذلك هو يوم القيامة بحيث لا ينفع والد ولدَه ، ولا ولد والده . والثانية قوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } فقرر أن ثلاثة من هذه الخمسة لا يعلمها الا هو ، وهي وقت قيام الساعة وعدم علمِ أي انسان ماذا يكسب غداً ، ولا في أي ارضٍ يموت . وقال : { وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ } فلم يحصر هذين الأمرين بعلمه . وذلك لسابق علمه أن الانسان بإعمال عقله يمكنه ان يكتشف اموراً كثيرة . وقد استطاع الانسان باستعمال عقله والعلم وتوفيق الله ان ينزل المطر في بعض المناطق وان كل على نطاق ضيق ، ونفقات عالية . واستطاع بوساطة الآلات الحديثة ان يعلم نوع الجنين في الأرحام ولا يزال يجهل كثيراً من الأمور . { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً … } [ الاسراء : 85 ] وهكذا تختم هذه السورة بهذا الستار المسدول والعلم العجيب . فتبارك الله خالق القلوب ومنزل هذا القرآن شفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للعالمين .