Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 59-62)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الجلباب : ثوب واسع اوسع من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها . وقيل هو الملحفة . يُدنين : يُسدِلن . أدنى ان يُعرفن : اقرب ان يميَّزن من الإماء والفتيات . المرجفون : اليهود ، كانوا يلفقون اخبار السوء وينشرونها . لنغرينك بهم : لنسلطنك عليهم . اينما ثقفوا : اينما وجدوا . خلَوا : مضوا . لم يكن في منازل المدينة مراحيض ، فكان النساء يخرجن ليلا لقضاء الحاجة في البساتين وبين النخيل ، وكان الاماء والحرائر يخرجن في زِيّ واحد ، وكان فسّاق المدينة من المنافقين وغيرهم يتعرضون للاماء ، وربما تعرضوا للحرائر ، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين عامة اذا خرجن لحاجتهن ان يتسترن بلبس الجلابيب ويسترن اجسامهن ما عدا الوجه والكفين . { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ } . فعلى المسلمة اذا خرجت من بيتها لحاجة أن تسدل عليها ملابسها ولا تبدي شيئاً من مواضع الفتنة . { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } لما سلف في أيام الجاهلية . ولما كان الذى يحصل من المنافقين وشياطينهم ومن على شاكلتهم حذرّهم الله بقوله : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً } . توعّد الله في هذه الآية ثلاثة اصناف من الناس وهم : المنافقون الذين يؤذون الله ورسوله ، ومن في قلوبهم مرض من فساق المدينة الذين يؤذون المؤمنين باتباع نسائهم ، والمرجفون وهم اليهود الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بترويج الاشاعات الكاذبة والتشويش على المؤمنين . وانهم اذا لم ينتهوا سلّط عليهم الرسولَ واصحابه فيقاتلونهم ويخرجونهم من المدينة . ثم بين ما آل إليه امرهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة فقال : { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوۤاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً } مستحقين اللعنة والطرد اينما وجدوا أخُذوا وقتّلوا تقتيلا ، عقوبةً لهم . وهذه سنة الله في امثال هذه الفئات في كل زمان ، لا تتغير ولا تتبدل ، ولن تجد لسنة الله تبديلا .