Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 1-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ما يلج في الارض : ما يدخل فيها . وما يعرج فيها : ما يصعد الى السماء . لا يعزب عنه : لا يغيب عنه . مثقال ذرة : ثقْل اصغر نملة . معاجزين : سابقين لإظهار عجزه . من رجز : الرِجزُ أشدّ العذاب ، وله معان اخرى . صراط العزيز الحميد : طريق الهدى . الحمد لله وحده مالكِ الكون ومدبّره ، وله الحمد في الآخرة على جميل إحسانه ورحمته وهو الحكيم الخبير ببواطن الأمور وجميع ما يدور في هذا الكون . إنه يعلم ما يدخل في جوف الأرض وما فيها من ماء وكنوز ومعادن وغير ذلك ، وما يخرج منها كالحيوان والنبات ومياه الآبار والعيون ، وما ينزل من السماء وما يصعد فيها ويرقى اليها ، كالملائكة وأعمالِ العباد والأرواح والأبخرة والدخان وكل ما يطير ويحلّق في الأجواء … لا تخفى عليه صغيرة ولا كبيرة مما يحصل في هذا الكون الواسع العجيب . وهو مع كثرة نِعمه وفضله ، واسع الرحمة عظيم الغفران ، بابُه مفتوح لكل تائب أواب . ومع كل هذا فقد أنكر الذين كفروا مجيء يوم القيامة ، فقلْ لهم أيها الرسول : ستأتيكم الساعة وحقِّ ربي ، عالمِ الغيب الذي لا يغيب عن علمه مقدارُ ذرّة في السماوات والارض ، ولا أصغرُ من ذلك ولا اكبر … وكل ذلك مسطور في كتاب مبين . والحكمةُ من البعث وإعادة الناس يوم القيامة أن يجزيَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويثيبهم خيراً ومغفرة ورزقاً كريما ، ويثْبت للذين كفروا وسَعوا في الارض فسادا انهم كانوا خاطئين ، وانهم في العذاب الأليم مخلدون . وهذا هو العدل من الله تعالى … ينعُم السعداءُ المؤمنون , ويعذَّب الاشقياء الكافرون . إن الذين منّ الله عليهم بالعلم من اهل الكتاب وغيرهم يعلمون ان القرآن الذي أنزله عليك ربك يا محمد هو الحق الذي لا مرية فيه ، وانه يهدي الى صراط العزيز الحميد وهو الاسلام ، الدين القويم . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : علاّم الغيب ، وقرأ أهل المدينة وابن عامر ورويس : عالِمُ الغيب برفع الميم . والباقون : عالِمِ الغيب بكسر الميم . وقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص : من رجز أليمٌ برفع الميم صفة لعذاب ، والباقون : بكسرها . وقرأ الكسائي وحده : لا يعزِب بكسر الزاي . والباقون : يعزب بضم الزاي .