Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 149-160)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إفكهم : كذبهم . اصطفى البنات : اختار لنفسه البنات . سلطان : حجة . لمحضَرون : لمجلوبون للعذاب . اسأل قومك ايها النبي ، مؤنّباً لهم ، كيف جعلوا له البنات ، ولهم البنين ؟ ومن الذي قال ان البنين افضل من البنات ؟ واذا كانت البنات اقل رتبة من البنين كما يزعمون فكيف جعلوا لله البنات واستأثروا لأنفسهم بالبنين ؟ وكل هذا غير وارد ، لأن الله تعالى لم يلد ولم يولد … ثم هناك اسطورة اخرى ينفيها الله تعالى وهي قولهم إن الملائكة إناث ، فهل شهدوا ولادتهم ؟ ان اكبر فرية لهم قولهم ان الله تعالى له ولد ، وهذا من كذبهم الواضح وإفكهم . وكيف يختار البنات على البنين ؟ ومثلُ هذا قوله تعالى : { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً ؟ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [ الاسراء : 40 ] . { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } ماذا أصابكم حين حكمتم بلا دليل ، ومن اين تستمدون الدليلَ على الحكم المزعوم ؟ { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ؟ } افلا تتذكرون … ثم زاد في توبيخهم وطالبهم ببرهان يؤيد صحة ما يدّعون بقوله : { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } هل عندكم حجةٌ واضحة تبرهن على أقوالكم ؟ إذا كان عندكم حجة فأتوا بكتابكم ان كنتم صادقين فيما تقولون وتفترون . وكانوا يزعمون ان الملائكة بنات الله ، ولدتْهم له الجنّ ، ولذلك يردّ الله عليهم كذبهم وافتراءهم وينزه نفسه عن هذا الافك بقوله : { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } ان الجانّ يعلمون أنهم محضَرون يوم القيامة للحساب والجزاء . { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } تنزه الله عما يذكره المفترون . ثم يستثنى من الجن الذين يحضَرون للعذاب أولئك المخلصين المؤمنين بقوله : { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } فانهم براءُ مما يصفه الكافرون ، فهؤلاء المخلصون ناجون يوم القيامة ، مكرمون عند الله ، يثيبهم على إيمانهم واخلاصهم بأحسن ما كانوا يعملون .