Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 171-182)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سبقت كلمتنا : وعدُنا بالنصر . وأبصِرهم : انظرهم وارتقب . بساحتهم : بفناء دارهم ، بديارهم . تولّ عنهم : أعرِض عنهم . يقسِم الله تعالى ان وَعْدَه قد سبق ان العاقبة بالنصر لرسُله وأتباعهم ، فهم المنصورون ، وان جنود الله المخلصين المؤمنين هم الغالبون ، فأعرِض عنهم ايها الرسول وانتظر الى وقتٍ مؤجل ، فاننا سنجعل لك النصر والظفر ، وانتظر ماذا يحل بهم من العذاب { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ذلك بأنفسهم ويندمون . { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } فإذا نزل العذاب بديارهم فبئس صباحهم ذلك الصباح ، إنه يوم دمارهم وهلاكهم . ثم أكدَ ما سبق من وقوع الميعاد فقال مكرراً وعيده لهم : { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } أعرِض ايها الرسول عنهم ، وانظر اليهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب العظيم . ثم يأتي بحسن الختام بكلمات غاية في البلاغة والسهولة والرقة فيقول تعالى : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . ما أجمل هذا الكلام ، وما احلاه وما أبلغه ، فانه تعليم لنا لنقوله دائما ونتمثل به . روي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف هذه الآيات الكريمة " ، واللهَ نسأل حسن الختام .