Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 50-68)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرين : صاحب . لمدينون : لمحاسَبون ، لمجزيّون . مطلعون : مشرفون . سواء الجحيم : وسط النار . لتُردِين : لتهلكني . لمحضَرين : لمسوقين للعذاب . نزلا : كل ما يهيأ للضيف . شجرة الزقوم : شجرة كريهة في جهنم . فتنة : محنة . أصل الجحيم : قعر جهنم . طلعُها : ثمرها . رؤوس الشياطين : في قبح الشياطين ، والعربُ تشبه كل قبيح بالشيطان . الشوْب : الخلط . الحميم : الحار . مرجعهم : مصيرهم . لا يزال الحديث عن أهل الجنة ، فإنهم وهم في متعتهم وسرورهم ، يتساءلون عن أحوالهم وكيف كانوا في الدنيا . قال قائلم منهم : كان لي صاحب من المشركين يجادلني في الدين ويقول : أإنك لمن الذين يصدّقون بالبعث بعد الموت وبالحساب والجزاء ! ! وهل بعد ان نموت ونصير تراباً وعظاماً بالية نحيا مرةً لنحاسَب على ما قدّمنا من عمل ! ! . فيتطلّع ذلك المؤمن ويدعو اخوانه ان يتطلعوا معه . { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } حينما رآه قال : تاللهِ لقد كدتَ تهلكني لو أطعتك على الكفر معك ، ولولا نعمةُ ربي بأن هداني للايمان بالله والبعث لكنتُ مثلك من المحضَرين في العذاب . ثم يقول لجلسائه تحدثاً بنعمة ربه عليه وعلى مسمعٍ من قرينه : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } لقد اجتزنا الامتحان بنجاح والحمد لله ، فلا موتَ بعد الموتة الأولى ولا تعبَ بعد اليوم . { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } وفي معنى هذه الآية يتوضح اكثر قوله تعالى : { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [ الدخان : 56 ] . اما كيفية رؤية أهل الجنة لأهل النار وبينهم مسافاتٌ شاسعة فإنها من الغيبيات التي تخالف وضعنا وحياتنا ، ونحن لا نعرف كيف تجري احوال الدار الآخرة جميعها ، ولا نستطيع فهمها . ثم بيّن أحوالَ أهل جهنم وما يلاقون فيها من العذاب الدائم ليظهر الفرقُ بين أهل النعيم واهل الجحيم ، فقال : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ ؟ … } اهذا الرزقُ الذي ناله أهل الجنة خيرٌ أم حالُ أهلِ النار الذين يأكلون من شجرة الزقوم التي جعلناها فتنةً وبلاء للكافرين ! ؟ والزقّوم شجرةٌ تنبت في وسط الجحيم ، ثمرها قبيح المنظر كريه الصورة كأنه رؤوس الشياطين . ومن ثمرها يأكل الكفار . وهم يملأون بطونهم منه ، فاذا عطشوا وأرادوا شرب الماء ، يغاثون بماء حار مشوب باخلاط من جهنم يشوي وجوههم ، وتتقطع منه أمعاؤهم ، كما قال في سورة الكهف 29 { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً }