Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 49-64)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مآب : مرجع . جنات عدْن : جنات الاقامة والاستقرار . قاصرات الطرف : عفيفات . أتراب : متساويات في الأعمار . فبئس المهاد : فَسَاء الفراش . الحميم : شدة الحرارة ، غسّاق : ما يسيل من صديد اهل النار . من شكله : من مثله . ازواج : الون . فوج : جمع كثير . لا مرحبا بهم : غير مرغوب فيهم ، ولذلك لا يرحب بهم . زاغت عنهم : مالت عنهم . هذا الذي قصصْناه عليك أيها النبي ، نبأَ بعض المرسَلين - تذكير لك ولقومك ، وان الله اعطى المتقين حسن المرجع إليه ، حيث أعدّ لهم جناتِ عدْنٍ أبوابُها مفتحة اكراما لهم ، يجلسون فيها متكئين على الأرائك مسرورين ، يتمتعون فيها بأطيب انواع الفواكه ، وخير الشراب ، وعندهم ازواجهم من الحور العِين القاصراتِ الطرف العفيفات ، متساويات في العمرُ ، على خير ما يرام من الوفاق والسعادة والسرور . { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أيها المؤمنون المخلصون ، وهو بعض عطائنا الذي لا ينفد ولا ينتهي . ثم بعد ان وصف ثواب المتقين وما أعدّ لهم ، أردفه بوصف عقاب الطاغين ، فقال : ان هذا النعيم لهو جزاء المتقين ، وان للطاغين المتمردين لشر عاقبة ، وسوء منقلب . { هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } هذا حميم بالغ الحرارة وصديدٌ من نار جهنم ، فليذوقوه . ولهم عذاب آخر في أشكال متعددة وانواع متشابهة في شدتها وقسوتها . ويقال للطاغين وهم رؤساء المشركين : هذا جمعٌ كثير داخلون النار معكم يقتحمونها فوجا اثر فوج ، وهم اتباعكم ، فيقول هؤلاء الرؤساء : { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو ٱلنَّارِ } وداخلون فيها غير مرحَّب بهم . ثم يرد عليهم الداخلون من الاتباع ويقولون لهم : { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } لأنكم الذين قدّمتم لنا هذا العذاب بإغرائكم لنا ودعوتنا الى الكفر ، { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } لكم في جهنم . ثم يزيد الأتباع بدعائهم على رؤساء الضلال قائلين : يا ربنا ، من تسبّب لنا في هذا العذاب فزدْه عذابا مضاعفا في النار . وفي سورة الاعراف 38 { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } وكذلك قوله تعالى : { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } [ الاحزاب : 67 ، 68 ] . ثم يتساءل اهل الكفر في النار عن الذين آمنوا من الضعفاء وفقراء المسلمين ، فيقولون : ما لنا لا نرى رجالاً كنّا نعدّهم في الدنيا من الاشرار الذي لا خير فيهم ، وقد كنّا نسخَر منهم في الدنيا ونهزأ بهم فأين هم ؟ ام ان أعيننا زاغت عنهم فلا نراهم ! . ثم يبين الله تعالى ان هذا التساؤل وهذا الكلام والتخاصم مع بعضهم البعض حقٌّ يوم القيامة لا مرية فيه فيقول : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وابو عمرو : اتخذناهم على الاخبار ، وقرأ الباقون : أَتخذناهم بفتح الهمزة على الاستفهام . وقرأ نافع وحمزة والكسائي : سُخريا بضم السين ، والباقون بكسرها ، وهما لغتان . وقرأ ابن كثير وابوعمرو : هذا ما يوعدون بالياء . والباقون : بالتاء .