Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 38-45)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حسبي : كافيني . من دونه : الاصنام . مكانتكم : الحال التي انتم عليها . اشمأزت : ضاقت ونفرت ، انقبضت . بعد ان بين الله تعالى حال المؤمنين في الجنة ، حيث يتمتعون بنعيمها ويؤتيهم الله ما يشاؤون - يؤكد هنا انه يكفيهم في الدنيا ما أهمَّهم ، ولا يضيرهم ما يخوّفهم به المشركون من غضب الأوثان وما يعبدون من آلهة مزيفة . فالأمور كلها بيد الله . كذلك بيّن ان قول المشركين يخالف فعلهم ، فحين تسألهم : من خلق السماوات والارض ؟ يقولون : الله . وهم مع ذلك يعبدون غيره . ثم يسألهم سؤال تعجيز : { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ؟ } كلا ، طبعا . وما دامت هذه الاصنام لا تنفع ولا تضر ، فقل يا محمد { قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } . ثم أمر رسوله الكريم ان يقول لهم : { قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ … } اعملوا ما تشاؤون وعلى الحال التي تحبون ، اني عاملٌ حسب ما أمرني الله ، ويوم الحساب ترون المحقَّ من المبطِل ، ومن سيحل عليه عذاب مقيم يخزيه يوم يقوم الناس لرب العالمين . وبعد ان حاجّهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأدلة القاطعة على وحدانية الله تعالى - بيّن الله تعالى أنه انما انزل عليه القرآن بالحق وليس عليه الا إبلاغه للناس ، فمن اهتدى فقد فاز ، ومن ضل فعليه وزره يتحمله ، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ } لتجبرهم على الإيمان والهدى . ثم بين الله تعالى انه يأمر بقبض الأرواح حين موتها بانتهاء أجلها ، ويقبض الأرواح التي لم يحنْ اجلُها حين نومها ، فيمسك التي قضى عليها الموت لا يردّها الى بدنها ، ويرسل الاخرى التي لم يحن أجلها عند اليقظة الى أجل محدد عنده . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } من اهل العقول المفكرة المدبرة . ثم بين ان الاصنام التي اتُخذت شفعاء لا تملك لنفسها شيئاً ولا تعقل شيئا ، فكيف تشفع لهم ؟ . قل لهم يا محمد : الشفاعة لله وحده ، وله وحده ملك السماوات والارض . { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . ثم بين الله معايب المشركين وسُخفهم بانه اذا قيل لا اله الا الله وحده نفرت قلوبهم وانقبضت وظهر الاشمئزاز على وجوههم ، واذا ذُكرت آلهتهم التي يعبدونها من دون الله { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } ويفرحون . قراءات : قرأ ابو عمرو والكسائي عن ابي بكر : كاشفاتٍ ضره … ممسكاتٍ رحمته . بتنوين كاشفات وممسكات ، ونصب ضره ورحمته ، والباقون بالاضافة كشافات ضره … وقرأ حمزة والكسائي : فيمسك التي قُضي عليها … بالبناء للمفعول . والباقون : قَضى بفتح القاف والضاد .