Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 102-103)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قضيتم الصلاة : أديتموها . كتابا موقوتا : فرضاً محدود الاوقات . اذا كنت ايها الرسول في جماعتك وقامت صلاة الجماعة فلا تنسوا الحذر من الاعداء … دع طائفة منهم تصلي معك فيما تقف الطائفةُ الأخرى قبالة العدو يحرسون اخوانهم المصلّين . وعلى المصلّين ان يكونوا يقظين ويحملوا اسلحتهم ولا يتركوها وقت الصلاة ، يفعلون ذلك استعداداً لمواجهة وحيطة من الغدر . { فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ } . اذا سجد المصلّون معك فليكنْ الّذين يحرسونكم من خلفكم ، لأن الساجد أحوجُ ما يكون للحراسة حين السجود . فاذا انقضت الركعة الأولى تقوم الجماعة التي صلّت وتقف مكان الجماعة الحارسة ، وعند ذلك تأتي الجماعة الأخيرة فتصلي معك ركعة كذلك . وهنا يكون الإمام قد أتم صلاته فيسلّم , وعندئذ تأتي الطائفة الأولى فتصلّي الركعة الثانية وتسلّم ، بينما تحرسها الجماعة الثانية ، ثم تجيء الجماعة الثانية فتصلّي الركعة الثانية وتسلم . بذلك يكون الجميع قد صلّوا بإمامة الرسول . وهكذا يفعل كل إمام وقائد عند الخطر . واحذروا أيها المؤمنون فإن أعداءكم يتمنّون أن تغفلوا عن أسلحتكم وأمتعتكم أثناء صلاتكم ، فيحملوا عليكم حملة واحدة علّهم يصيبون منكم غرّة فيقتُلون وينهبون . ولا إثم عليكم في وضع أسلحتكم إذا أصابكم أذى من مطرٍ أو مرض من جراح ، لكن عليكم في جميع الأحوال ألا تغفلوا . إن عدوّكم لا يغفل عنكم ولا يرحمكم . { إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } بما هداكم اليه من أسباب النصر ، بأخذ الأهبة والحذر والاعتصام بالصبر والصلاة . وقد قال بالصلاة على الصفة أوردناها عدد كبير من فقهاء الصحابة منهم : علي ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وابن عمرو ، وزيد بن ثابت ، وأبو هريرة وابو موسى الأشعري . ومن فقهاء الأمصار : مالك ، والشافعي وغيرهما . وفي كتب الفقه خلاف كبير في صفة هذه الصلاة لا مجال لذكره هنا . فاذا أديتم الصلاة على هذه الصورة فاذكروا الله تعالى في أنفسكم قائمين محاربين ، وحتى نائمين ، فان ذلك يقوّي القلوب ويطمئنها { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } . فاذا زال الخوف وأمِنتم فأدوا الصلاة كاملة ، فلقد فرضها الله في أوقات معينة ، يحافظ الناس عليها , ولو لم تكن موقوتة لأمكن إهمالها اذ يؤديها كان انسان اذ ذاك على هواه . وهي تعلمنا النظام ونحن أحوج ما نكون الى النظام .