Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 131-133)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد أن أمر سبحانه بالعدل في شؤون المرأة والإحسان لليتامى والضعفاء والمساكين بيّن هنا أنه قد أمرنا بكل ذلك ، لا لأنه يستفيد منه او أنه بحاجة الى اعمال العباد ، فهو مستغن عن جميع المخلوقات ، وإنما أمرَنا بالعدل حتى نزداد إيماناً وعملاً صالحا . لذلك ترى انه كرر كونه مالك السماوات والأرض ومَن فيهن ثلاث مرات ليعلموا ذلك علم اليقين . إن لبّ الدين هو الخضوع لخالق هذا الكون ، والاعتراف بسلطانه المطلق على كل ما في السماوات والأرض . وبهذا السلطان أبرزَ وصيّته لكل من أنزل عليهم كتاباً من عنده فقال ما معناه : وصّينا أهل الديانات السماوية ووصيناكم أنتم يا معشر المسلمين أن تخافوه وتعبدوه . { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } لا يخلّ بسلطانه شيء . وهو غنيّ عنكم … ومع ذلك ، فإنه يحمد لكم إيمانكم . ثم كرر ذلك { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ … } فهو المسيطر والمدبّر ، وكفى ان يكون هو المتولّي أمرَ هذا الكون العظيم لينتظم ، والناس كي يعبدوه ويفوضوا أمورهم اليه . ثم بيّن لمن يكفرون مآل شأنهم في ملك الله ، وذكَر قدرته على الذهاب بهم والمجيء بغيرهم فقال { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ قَدِيراً } اي أنه قادر على إفنائكم من الوجود ، وايجاد قوم آخرين من البشر , وهو اذ يوصيهم بتقواه لا يضره شيء اذا لم يسمعوا الوصية ان ذلك لن يُنقص من ملكه شيئاً ، وانما يوصيهم بالتقوى لصلاح حالهم . وبقدر ما يؤكد الاسلام كرامة الانسان على الله وتفضيله على كل ما في الكون يقرّر هَوانَهُ على الله حين يكفر ويتجبّر ، ويدّعي خصائص الألوهية .