Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 156-158)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بهتانا : اختلاقا وكذبا . شُبّه لهم : وقع لهم الشبه بين عيسى والمقتول الذي صلبوه . لقد غضب الله عليهم جزاء كفرهم ، بسبب رميهم مريم كذباً من عندهم باقتراف الزنا ، وبحكم قولهم إنّا قتلنا عيسى بن مريم رسول الله مع ان الحق انهم لم يقتلوه ولم يصلبوه وإنما شُبّه لهم ذلك . والواقع أنهم قتلوا شخصاً يشبهه . اما الذين اختلفوا في شأنه فهم في شك من أمره ، اذ ليس لهم به علم قطعي ، وما يتبعون إلا مجرد الظن . وروايات الأناجيل الموجودة الآن حول هذا الموضوع متناقضة ، فبعضها يرى أن يهوذا الاسخريوطي أحد تلاميذ المسيح هو الذي سلّمه للجند وأخذ ثلاثين قطعة من الفضة اشترى بها حقلا . اعمال : 18 و19 . وفي انجيل مَتَّى ان يهوذا ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلا : قد اخطأت إذ سلّمت دماً بريئا … متّى 37 ـ7 . وفي انجيل متّى أيضاً أن يهوذا ندم ومضى وخنق نفسه . 27 : 5 . اما كتاب اعمال الرسل فيذكر ان يهوذا لم يخنق نفسه بل ( سقط على وجهه فانشقّ من الوسط … ) : الخ ذلك . والخلاصة : ان روايات المسلمين جميعها متفقة على ان عيسى نجا ممن أرادوا قتله فقتلوا آخر ظناً منهم انه المسيح . { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً … } وهذا تأكيد من القرآن بأن عيسى لم يُقتل أو يصلب بل رفعه الله إليه وأنقذه من أعدائه ، والله عزيز لا يُغلب . بهذه العزة أنقذ رسوله الكريم من أعدائه ، وبحكمته جازى كل عامل بعمله . وموضوع الرفع : أهو بالروح أو بالجسد موضوع تكلم فيه المفسرون كثيرا فلا داعي لتفصيله هنا .