Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 176-176)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الكلالة : الذي ليس له ولد ولا والد . هلك : مات . روى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأصحاب السنن عن جابر بن عبد الله قال : " دخل عليَّ رسولُ الله وأنا مريض لا أعقِل ، فتوضّأ ثم صبّ عليَّ فعقلت . فقلت إنه لا يرثني إلا كلالة فكيف الميراث ؟ فنزلت هذه الآية " . والمعنى : إن مات رجل وليس له ولد ولا والد يرثه ، لكن له أختاً فإنها تفوز بنصف التركة . وان ماتت امرأة لا ولَد لها لكن لها أخاً واحداً نال ذلك الأخ كل ما تركت من المال . فإن كان للميت اختان فقط فلهما الثلثان ، وان كان للمورّث عدد من الإخوة والأخوات تنقسم التركة بينهم : للذكر نصيبان وللمرأة نصيب ، والله عالِم بكل ما تعملون . هكذا تختَتَم هذه السورة العظيمة التي بدأت بعلاقات الاسرة ، وتكافلها الاجتماعية وتضمنت الكثير من التنظيمات الاجتماعية في ثناياها . إنها تختَتَم بتكملة أحكام الكلالة . وكان قد ورد بعض هذه الأحكام في أول السورة ، بقوله تعالى : { وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو ٱمْرَأَةٌ … } الآية . ومع ختم آية الميراث ، تختَتَم السورة بذلك التعقيب القرآني الذي يردّ الأمورَ الى الله ويربط تنظيم الحقوق والواجبات والأموال وغير ذلك بقوله { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } . { بِكُلِّ شَيْءٍ } من الميراث وغيره من علاقات الأُسَر والجماعات ، والمجتمع وما فيه ، من الأحكام والتشريعات . والخلاصة : إن سورة النساء عالجت أحوالَ المسلمين فيما يختص بتنظيم شئونهم الداخلية ، وحفظ كيانهم الخارجي ، لم تقف عند حد التنبيه على عناصر المقاومة المادية ، بل نبهت على ما يجب ان تَحفظ به عقيدة الأمة ومبادءَها من الشكوك والشُّبه . وفي هذا ايحاء يجب على المسلمين ان يلتفتوا اليه هذه الأيام ، وهو ان يحتفظوا بمبادئهم كما يحتفظون بأوطانهم ، وان يحصِّنوا انفسهم من شر حربٍ هي أشد خطراً وابعد في النفوس أثرا من حرب السلاح المادي : تلك هي حرب التحويل من دين الى دين ، مع البقاء في الأوطان والاقامة في الديار والأموال … أَلا وان بقاء شخصية الأمة ليتطلب الاحتفاظَ بالجانبين : جانب الوطن والسلطان ، وجانب العقيدة والايمان . وذلك كي نسترد ما ذهب من أوطاننا ، وندرأ الخطر الكبير الذي يحيط بنا ، من عدوٍ غاشم لا يتمسّك بدِين ولا خُلُق .