Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 36-36)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بذي القربى : أقرباء الانسان من أخ وعم وخال ونحوهم . الجار ذي القربى : الذي قُرب جواره . الجار الجنب : الجار الذي لا قرابة له ، أو البعيد . الصاحب بالجنب : الرفيق في السفر ، او المنقطع اليك . ابن السبيل : المسافر او الضعيف . ما ملكت أيمانكم : الأرقاء العبيد . بعد ان عالجت السورة أمر الأيتام والنساء والميراث وحفظ الأموال وتنظيم الأسرة ، جاء التذكير هنا بحسن معاملة الخالق ، ثم التذكير بحسن معاملة الناس . فالسورةُ تأمر بأساس الفضائل التي تهذّب النفس وهي عبادة الله والاخلاص له ، كما تأمر بالإحسان في معاملة الناس ، وتخص بالذكر طوائف من الناس ، الإحسانُ اليها احسان الى النفس والأسرة والى الانسانية كلها . بذلك تضع للمسلمين اساس الضمان الجماعي ، والتكافل الحقيقي بينهم . اعبدوا الله وحده ولا تشركوا معه أحدا ، وأحسِنوا الى الوالدين إحساناً لا تقصير فيه ، لأنهما السبب الظاهر في وجودكم ، وأحسنوا معاملة اقرب الناس اليكم بعد الوالدين ، والى اليتامى ، والى المساكين الذين افتقروا بسبب عجزهم او بذهاب الكوارث بأموالهم ، والى الجيران سواء منهم القريب او البعيد . وقد وردت أحاديث كثيرة تحض على الاحسان الى الجار مهما كان دينه او جنسه ، فقد عاد النبي ابن جاره اليهودي ، وذبح ابن عمر شاةً فجعل يقول لغلامه : أهديت لجارنا اليهودي ؟ … وإكرام الجار من شيم العرب قبل الاسلام ، وزاده الإسلام توكيداً بما جاء في الكتاب والسنة . ومن إكرامه ارسال الهدايا اليه ، ودعوته الى الطعام ، وتعاهده بالزيارة والعيادة ونحو ذلك . وهناك حديث الصحيحين المشهور : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه " . والصاحب بالجنب هو الرفيق في السَّفَر ، وابن السبيل هو المسافر المحتاج ، وما ملكتم من الأرقاء كل هؤلاء تجب معاملتهم بالحسنى … فاللهُ لا يحب من كان متكبراً متعالياً على الناس لا تأخذه بهم رحمة . وفي الحديث الذي رواه ابو داود والترمذي عن ابن مسعود قال رسول الله : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْرٍ " . فقال رجل : ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا وفعله حسنا ، فقال الرسول الكريم : " ان الله جميل يحب الجمال " .