Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 46-46)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الذين هادوا : اليهود . اسمع غير مسمع : اسمع غير مجاب الى ما تدعوا اليه . راعنا : انظُرنا ، وهي توافق كلمة سبٍّ في لغتهم . أقوم : أعدل . من اليهود فريق يحرّفون الكلام عن معناه بالتأويل او الحذف أو التبديل ، وهو أمر أجمعَ عليه أهل النظر من الغربيين . يقول مارتن لوثر في كتابه : اليهود وأكاذيبهم " هؤلاء الكذّابون الحقيقيون مصاصو الدماء ، الذين لم يكتفوا بتحريف الكتاب المقدّس من الدفة الى الدفة ، بل ما فتئوا يفسّرون محتوياته حسب أهوائهم وشهواتهم " . فتحريف التوراة حاصل باعتراف النصارى أنفسهم ، ولذلك عندما يقول القرآن شيئاً فإنه يكون حقاً لا شُبهة فيه . ويقول اليهود في أنفسهم للنبيّ الكريم : سمعنا بالقول وعصَينا الأمر . ويقولون اسمعْ كلامنا لا سمعتَ دعاء يدعون بذلك على النبي . ويقولون ( اسمع غير مسمَع ) فيسوقون اللفظ ومرادُهم الدعاءُ عليه ، ويوهمون أن مرادهم الدعاء له ويقولون ، راعِنا ، يلوون بها ألسنتَهم يوهمون أنهم يريدون " انظُرنا " فيُظهرون أنهم يطلبون رعايته ويُبْطنون وصفه بالرعونة لمجرد السبّ والشتم . ولو أنهم استقاموا وقالوا ( سمعنا وأطعنا ) بدل قولهم ( سمعنا وعصينا ) ، وقالوا ( اسمَع ) دون ان يقولوا ( غير مسمَع ) ، وقالوا ( انظُرنا ) بدل ( راعِنا ) لكان ذلك خيراً لهم وأصوبَ ، لما فيه من الأدب والفائدة وحسن العاقبة ، ولكن الله طردهم من رحمته بإعراضهم عنه ، فلا تجدُ منهم من يستجيبون لداعي الإيمان إلا عدداً قليلا . وصدق الله . فلم يدخل في الاسلام على مر القرون الا قليل من اليهود ، ممن قَسَم الله لهم الخير ، وأراد الهدى . أما أغلبهم فقد ظلّوا حرباً على الاسلام والمسلمين ، منذ كانوا في المدينة الى يومنا الحاضر . هذا مع أنهم لم يجدوا أمةً تحفظهم وتصون حقوقهم كالمسلمين . ولم يعيشوا في أمانٍ إلا في ظِل الاسلام ولا يزالون كذلك حتى الآن في كثير من البلاد الاسلامية .