Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 60-63)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الزَّعم : القول . وكثر استعماله في مظنّة الكذب . الطاغوت : الطغيان والمعبود من دون الله . تعرض هذه الآيات الكريمة لوناً من ألوان التمرد على الوضع التشريعي السابق ، فقد وصفتْ قَوماً أنهم يؤمنون بما أُنزل الى الرسول والأنبياء السابقين من الكتب ، لكنهم يريدون ان يتحاكموا في خصوماتهم الى رؤوس الطغيان والضلال ، فيقبلون حكم غير الله . انهم يتحاكمون الى الطاغوت فيحلّلون ما حرم الله ، ويحرّمون ما أحل . ولقد أمرهم الله ان يكفروا بالطاغوت ، ولا يتحاكموا اليه ، الا ان الشيطان يضدّهم عن طريق الحق . واذا قيل لأولئك الذين يزعمون انهم مؤمنون ، تعالوا الى ما أنزل الله في القرآن لنعمل به ونحكّمه بيننا ، والى الرسول ليحكم بيننا بما أراه الله رأيتَ هؤلاء المنافقين يُعرضون عنك يا محمد ويرغبون عن حكمك . فكيف تكون حالهم إذا نزلتْ بهم مصيبة من جرّاء أعمالهم وخُبث نيّاتهم ولم يجدوا ملجأً الا اليك ، فجاؤوك يُقسِمون بالله إنهم ما كانوا يريدون بالتحاكم الى غيرك إلا الإحسان في المعاملة ، والتوفيقَ بينهم وبينَ خصومهم . إن الله يعلم حقيقة ما في قلوبهم وكذب قولهم فلا تلتفت يا محمد الى كلامهم ، وادعُهم الى الحق بالموعظة الحسنة ، وقل لهم قولاً حكيماً يصل الى اعماق نفوسهم . وفي هذا السياق العظيم تبيّن ان التحاكم الى ما أنزل الله والى ما قرره من المصادر التشريعية شرطٌ في صحة الايمان بالله . وقد رويتْ عدة روايات في سبب نزول هذه الآيات منها أن بعض المنافقين تخاصم مع يهودي فقال له اليهودي : أُحاكمك الى أهل دينك … يَعني الى النبي . فلم يقبل الرجل ، وقبل ان يتحاكم الى أحد الكهان . والآية عامة في كل ما يصدّ عن حكم الله ، ويعرض عن شرعه .