Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 71-73)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الحِذر والحَذَر : الاحتراس والاستعداد لأتقاء شر العدو . ثُبات : جماعات ، جمع ثُبة . انفروا : اخرجوا للجهاد . بَطَّأ : تأخر ، او حمل غيره على التأخر . في هذه الآيات والتي تليها يرسم لنا سبحانه الهيئة الحربية التي يجب ان نتحلّى بها . ومن أهّمِ خططها الحذرُ والاستعداد واستكمال العدة ، وهو ينبّهنا الى الحذر ممن يدّعون أنهم مسلمون وما هم كذلك ، وانما هم ضعاف الإيمان لم يرسخ الايمان في قلوبهم بعد . يا أيها الذين آمنوا كونوا على حذَر دائماً من أعدائكم ، واحترسوا واستعدّوا وخذوا الأُهبة لاتقاء شر العدو ، واخرجوا للقتال جماعاتٍ متتابعة او اخرجوا جميعا . وهذه كلّها مبادىء حربية عامة ، فهي ثابتة لعموميتها . اما الخاص فإنه يتحور ويتغير . وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام دائم الحذر ، له عيون وجواسيس في أرض العدو ، كي يظل على علم تام بأرض عدوه وتحركاته . اما نحن اليوم فإننا نائمون عن عدّونا وهو منتبه متيقظ ، جواسيسه منتشرة بيننا ، ويسخّر منا من تتفق مصالحه مع مصالحهم طمعاً في المنصب او الثروة . لقد استعدّ عدُّونا استعداداً كاملاً وأخذ حذره التام ، ونحن غير مستعدين ، ولا أرى عندنا اي عزم على القتال ، وكل همنا ان نتباهى بالمظاهر الجوفاء من العظمة التافهة ، وفي سبيلها يهدم بعضنا بعضا ، ويكيد بعضُنا لبعض ، مدّعياً الحفاظ على مصلحة الأمة زوراً وبُهتاناً ، ومسخّراً في خدمته كل مرتزق وحقير . { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } ان بينكم من يتثاقل ويتأخر عن الجهاد ، فاحذَروا هؤلاء المثبِّطين والمعوِّقين ونقّوا صفوفكم منهم . وهذا لعمري اليومَ أكبر داءٍ بيننا وفي صفوفنا فإن كثيراً من الذين لا يخافون الله ولا يراعون حرمة الوطن والدين منبثّون في صفوفنا يخذّلون ، طمعاً في بقاء منصب او استدرار مال . وكان حال أمثال هؤلاء في الماضي أنهم إذا أصاب المسلمين نكبةٌ في الجهاد ، قالوا شامتين : قد أنعم الله علينا إذ لم نكن معهم ولم نشهد القتال ، وقد سلّمنا الله من هذه المصيبة . أما إذا منّ الله عليكم بالنصر والغنائم ، فإنهم يقولون متحسّرين : يا ليتنا كنّا معهم في القتال فنفوز بعظيم الغنائم . وهم بقولهم هذا لم يُبقوا لهم بكُم رابطة ، فقد خسروا الدنيا والآخرة .