Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 83-83)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اذاعوا به : اذاعوه ونشروه . يستنبطونه : يستخرجونه . تصوّر هذه الآية حال المؤمنين في المدينة ، حيث كوّنوا مجتمعاً جديداً . وكان بينهم طائفة تدّعي الاسلام ، وهم المنافقون ، وطائفة اخرى ممن لم يتركز حالُهم من ضعاف المؤمنين . لذلك كان كل خبر يصِلُهم يستفزّهم ويطلق ألسنتهم بالكلام فيه وإذاعته بين الناس ، سواء أكان من ناحية الجيش الّذي يغزو ويقاتل العدو ، أو من ناحية الأمن الداخلي عندهم . وكان لكثير من المسلمين علاقات جوارٍ او نسب أو صداقة مع اليهود والمنافقين ، فكان هؤلاء يستغلّون سذاجة المسلمين ويتلقون الأخبار ويشيعونها بين الناس مع زيادة وتغيير وتبديل . لذلك بيّن الله لهم ما ينبغي عمله في مثل هذه الحال ، فقال : ولو ردوه الى الرسول وإلى أولي الأمر من القواد وكبار الصحابة لوجدوا عندهم العلم الحقيقي بالأمر ، لأن لهم الخبرة والدراية ، وهم الذين يعرفون كيف يستخرجون خفايا الحقائق بدقة نظرهم . هذا من جهة سبب نزول الآية . أما حُكمها فإنه عام لجميع المسلمين ودائم في كل زمان ومكان . وفيها تأديب لكل من يحدّث بكل ما يسمع ، وكفى بذلك كذبا . وقد روى مسلم عن النبي الكريم أنه قال : " كفى بالمرء كذباً ان يحدّث بكل ما سمع " . ولو تدبر المسلمون القرآن واهتدوا بهديه في كل زمان لما فسدت أخلاقهم وآدابهم ، ولما ظلم حكّامهم واستبدّوا ، ولما زال مُلكهم وسلطانهم . ولولا فضلُ الله عليكم بتثبيت قلوبكم على الايمان لاتّبع أكثرُكم الشيطان ، ولم ينجُ من إغوائه الا القليل . هكذا يربّينا القرآن الكريم ويعلّمنا ، ليغرس الإيمان والولاء لصالح المسلمين ، يحدّده أولو الرأي فيهم لا أولي القوّة والأموال ، ويعلّم نظام الجندية في آية واحدة .