Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 1-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
التوب والتوبة : معناهما واحد . ذي الطَّول : ذي الفضل . يجادل : يخاصم . تقلُّبهم في البلاد : تصرفهم فيها للتجارة ونحوها . الأحزاب : جميع الذين تحزبوا ضد رسلهم . وهمّت : عزمت على قتلهم . ليأخذوه : ليقتلوه أو يعذبوه . ليدحضوا : ليبطلوا . حقت : وجبت . كلمة ربك : حكمه بالهلاك . حاميم هكذا تقرأ . حرفان من حروف الهجاء ، بدئت بهما السورة للاشارة الى ان القرآن مؤلف من جنس هذه الحروف ، ومع ذلك عجِز المشركون عن الإتيان بأصغر سورة من مثله . إن هذا القرآن منزَّل من عند الله الغالب القاهر ، وهو الذي يغفر الذنبَ مهما جلّ ، ويقبل التوبة من عباده في كل آن ، فبابُه مفتوح دائما وابدا ، فلا يقنط أحدٌ من ذلك . وهو شديد العقاب ، ومع هذا فهو صاحبُ الإنعام والفضل ، لا معبودَ بحقٍّ الا هو ، إليه وحده المرجع والمآل . وقد كثر في القرآن الكريم الجمع بين الوصفين كقوله تعالى : { نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } [ الحجر : 49 - 50 ] ليبقى الناسُ بين الرجاء والخوف ، ولكن الرحمة دائما مقدَّمة على العذاب . وبعد ان بيّن الله ان القرآن كتابٌ أُنزل لهداية الناس وسعادتهم في الدارَين ، بيّن هنا أنه لا يخاصِم في هذا القرآن - بالطعن فيه وتكذيبه - الا الذين كفروا ، فلا يخدعك أيها الرسول تقلّبُهم في البلاد وما يفعلونه من تجارة وكسب ، ولا تغترَّ بسلامتهم ، فإن عاقبتهم الهلاك . ثم قال مسلّياً رسوله عن تكذيب مَن كذّبه من قومه بأن له أسوةً في الأنبياء مع اقوامهم من قبله بقوله : { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ } الأحزابُ كل من تحزَّب ضد الحق واهله في كل زمان ومكان ، وقصة الرسالة والتكذيب والطغيان طويلة طويلة على مدى القرون . { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } ليقتلوه او يعذّبوه ، وخاصموا رسولهم بالباطل ليبطلوا به الحق الذي جاء به من عند الله . { فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } فاستأصلتهم فلم أُبْقِ منهم احدا وكان عقابي لهم شديداً مدمرا . وكما حقت كلمةُ العذاب على الأمم التي كذّبت أنبياءها - حقّت كلمة ربك على الكافرين ، لانهم اصحاب النار . وهذا تحذير شديد لجميع المنحرفين من أهل الضلال . قراءات : قرأ نافع وابن عامر : حقت كلمات بالجمع ، والباقون : كلمة بالافراد .