Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 30-36)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
استقاموا : ثبتوا على الايمان والعمل الصالح . أولياؤكم : نصراؤكم . ما تدعون : ما تطلبون . نزلاً : ضيافة حسنة . ادفع بالتي هي أحسن : رُدَّ الاساءة باللين والحسنى . وليّ حميم : صديق عزيز . وما يلقّاها : وما يعمل هذا العمل ويتحمله . الا ذو حظ عظيم : الا ذو نصيب وافر من الخير . ينزغنَّك : يوسوسنَّ لك ويغرينك بالشر . فاستعذ بالله : التجئ اليه . هذه الآيات الكريمة دستورٌ عظيم في الأخلاق ، وحسن المعاشرة ، وكيفية الدعوة الى الله والتحلّي بالصبر والأناة ، ولو أننا اتبعناها حقا ، ولو أن وعّاظنا وأئمة مساجدنا تحلَّوا بها وساروا على هديها - لنفع الله بهم الناس ، وهدى الكثيرَ الكثير منهم على أيديهم ، ولاستقامت الأمور ، وارتقت أحوالنا ، هدانا الله الى التحلّي بكل مكرمة . ان الذين قالوا ربنا الله اعترافاً بربوبيته وإقراراً بوحدانيته ، ثم استقاموا في أعمالهم - أولئك تحفّهم الملائكة ، وتبشّرهم بالفلاح والفوز بالجنة التي وعدَهم بها الله ، وهو يقول لهم : نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا بالتأييد ، وفي الآخرة بالشفاعة والتكريم ، ولكم في الجنة ما تشتهي أنفسكم وكلّ { مَا تَدَّعُونَ } أي ما تطلبون من الطيِّبات ضيافةً لكم من الله الغفور الرحيم . ثم بين الله تعالى صفة الداعي الى الله بالأقوال الحسنة والعمل الصالح ليكون قدوةً ويقرّ بأنه من المسلمين المخلصين . وبعد ذلك أعقب بالدعوة الى حسن المعاملة بين الناس فقال : { وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ } ولا تستوي الخَصلة الحسنة مع الخَصلة القبيحة ، ادفعْ ايها المؤمن الاساءة ان جاءتك بالقول الحسن والِّين ، فاذا فعلتَ ذلك انقلب العدوُّ صديقاً حميما ، وناصرا مخلصا . { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } وما يتحلى بهذه الأخلاق العالية الا الصابرون { وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } وما يُرزقها إلا ذو نصيب عظيم من خِصال الخير والكمال . وان يصبْك من الشيطان وسوسةٌ فاستعذْ بالله ، إن علمه محيطٌ بكل شيء .