Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 51-54)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نأى بجانبه : تكبّر واختال . عريض : كثير . أرأيتم : أخبروني . في شقاق بعيد : في خلاف كبير . الآفاق : جمع أفق بضم الفاء واسكانها . والأفق : الناحية ومنتهَى ما تراه العين من الأرض . واذا أنعمنا على الإنسان ورزقناه سعة العيش والصحة - أعرضَ عما دعوناه إليه وتكبّر واختال ، واذا مسّه الشّر وأصابته شدة من فقر او مرض اطال الدعاء والتضرع الى الله لعلّه يكشف عنه تلك الغُمة . وتقدم مثله في سورة يونس 12 ، وسورة هود 9 و 10 وسورة الاسراء 83 . قل لهم يا محمد : أخبِروني ان كان هذا القرآن الذي تكذّبون به من عند الله ثم كفرتم به ، افلا تكونون بعيدين عن الحق والصواب ؟ . { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } سنري هؤلاء المشركين دلائلنا على صِدقك ، وأنّه وعدُ الله لعباده جميعا ، وذلك بأن نطلعهم على شيء من خفايا هذا الكون ومن خفايا أنفسهم على السواء . فقد كشف العلم عن امور كثيرة عن الأرض وما عليها ، وعن النظام الشمسي وما فيه ، وان هذه الارض وما حولها ما هي الا ذرة صغيرة تابعة للشمس ، التي هي وما حولها ذرة صغيرة تسبح في هذا الكون الفسيح ، وعرف الناس عن الجسم البشري وتركيبه وخصائصه وأسراره الشيء الكثير ، وان كل هذه المعلومات والاكتشافات ما هي الا ذرة من علم الله . { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الاسراء : 85 ] . وكذلك سنري هؤلاء المشركين وقائعنا بالبلاد والفتوحات التي تمت على يدي الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه ، وعلى يدي خلفائه وأصحابه الكرام { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } وان كل ما جاء به الرسول الكريم هو الحق . { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } كفى بالله شهيدا على افعال عباده واقوالهم ، وعلى صدق محمد فيما أخبر به عنه … ألم تكفِهم هذه الدلائل الكثيرة التي أوضحَها سبحانه في هذه السورة وفي كل القرآن ، وفيها البيان الكافي لاثبات وحدانيته ، وتنزيهه عن كل نقص ! ! ثم بين الله سببَ عنادهم واستكبارهم بعد كل ما تقدم من حججٍ وبيّنات فقال في الختام : { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ } . انهم في شك عظيم من البعث والجزاء ولقاء ربهم ، ولذلك كفروا ، واللهُ تعالى محيطٌ بكل صغير وكبير ، لا يفوته شيء في هذا الكون الكبير ، واليه مردّ الجميع .