Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 9-14)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أولياء : ناصرين . أنيب : ارجع اليه . فاطر السماوات والأرض : خالقهما ومبدعهما . من أنفسكم ازواجا : من جنسكم ، وعبّر بانفسكم لأن اقرب شيء الى الانسان زوجته . ومن الانعام ازواجا : ذكراً وانثى . يذرؤكم فيه : يكثركم بهذا التدبير المحكم ، ذرأ الله الخلق : بثّهم وكثّرهم . مقاليد ، واحدها مقلاد ومقليد : مفاتيح . يبسط الرزق : يوسعه . ويقدر : يضيّقه . أقيموا الدين : حافظوا عليه وثبتوا دعائمه . ولا تتفرقوا فيه : لا تختلفوا فيه . كبُرَ على المشركين : عظُم وشقّ عليهم . يجتبي : يصطفي . بغياً بينهم : ظلماً وتجاوزا لحدود الله . ان هؤلاء المشركين اتخذوا أولياء من دون الله ، وذلك لجهلهم وعنادهم ، وقد ضلّوا ضلالاً بعيدا ، فاللهُ وحده هو الوليّ بحق ، وهو يحيي الموتى للحساب والجزاء ، { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . ثم بيّن الله تعالى ان مردّ الحكم والفصل اليه ، وكل شيء اختلفتم فيه فحُكْمه إلى الله ، وقد بينه لكم . ولذلك أمَرَ الرسولَ الكريم ان يقول لهم : { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } وهذا خطابٌ لجميع الناس ليعلموا أن كل شيء يختلف الناس في انه حقٌّ أو باطل فالمرجع فيه الى القرآن ، فقولُه الفصلُ وحكمه العدل . كما قال تعالى : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } [ النساء : 59 ] . { فَاطِرُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } الله ربي وربكم خالقُ السماوات والارض على احسن مثال . { جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } خلق لكم من جنسكم زوجاتٍ لتسكنوا اليها … وعبّر بقوله " من انفسكم " لأن أقربَ انسان للمرء هي زوجته ، فكأنها منه ومن نفسه . وخلق لكم من الانعام أزواجا ذكورا وإناثا . { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } لتتناسلوا وتكثروا بهذا التدبير المحكم . ثم بين بعد ذلك انه مخالفٌ لكل الحوادث لا يشبهه شيء { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } ، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } ، السميع لما يجري وينطِق به الخلقُ ، والبصيرُ بأعمالهم ، وبيده مفاتيحُ خزائن السماوات والأرض . { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } يوسع الرزقَ لمن يشاء ويضيّقه على من يشاء . { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } لا يخفى عليه شيء ، فيفعل كلَّ ذلك على مقتضى حكمته الكاملة ، وقدرته الواسعة ، وعلمه المحيط . ثم بين الله تعالى بعد ذلك انه شَرَعَ لكم ما شرع للأنبياء قبلكم ، ديناً واحداً في الأصول هو التوحيد ، والتقرب بصالح الاعمال ، و الكف عن المحارم وإيذاء الخلق … لكنّ المشركين كَبُرَ عليهم دعوتُهم الى التوحيد وتركِ الأنداد والأوثان ، ولذلك أوصى الله المؤمنين أن يقيموا الدين بإعطائه حقه ، وان لا يختلفوا ولا يتفرقوا فيه ، وقد هداهم الى ذلك لأنه اصطفاهم من بين خلقه ، فالله سبحانه يصطفي من يشاء ، ويوفّق للايمان وإقامة الدين من يرجع اليه . والمشركون ما خالفوا الحقّ الا من بعد ما بلَغَهم ، وقامت الحجةُ عليهم ، وما فعلوا ذلك إلا بغياً منهم وعدواناً وحسدا . { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ } لولا الكلمة السابقة من الله حول إمهال المشركين الى يوم القيامة لعجَّل الله لهم العقوبة في الدنيا . وان اهل الكتاب ليسوا على يقينٍ من أمرهم وإيمانهم ، وانما هم مقلِّدون لآبائهم وأسلافهم ، بلا دليل ولا برهان ولذلك إنهم { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } فهم في حَيرة من امرهم ، وشكٍ جعلهم في ريب واضطراب وقلق .