Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-14)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكتاب : القرآن الكريم . المبين : لِطريق الهدى . لعلّكم تعقلون : لعلكم تفهمونه لأنه بلسانكم . أُم الكتاب : اللوح المحفوظ . افنضربُ عنكم الذِكر : انُعرض عنكم ونترككم . صفحا : إعراضا . مسرفين : متجاوزين الحد في الكفر . أشدّ منهم بطشا : اقوى منهم وأجلد . مثَل الاولين : وصفهم وحالهم . مهداً : فراشا . سبلاً : طرقا . بقدر : بمقدار تقتضيه الحكمة والمصلحة . فأنشَرنا : فأحيينا . ميتاً : يابسة خالية من النبات . الأزواج : أصناف المخلوقات . لتستووا على ظهوره : لتستقروا عليها . سخّر : ذلل . مقرنين : مطيقين . يقول الشاعر : ولستم للصعاب بمقرنينا . لمنقلبون : لراجعون . حم : تقرأ هكذا حاميم . افتتحت هذه السورة بهذين الحرفين من حروف الهجاء وقد تقدم ذِكر أمثالهما . وقد أقسم الله تعالى بكتابه المبين لطريقِ الهدى ، وأنه جعله بلغةِ العرب ، لغة قومك أيّها الرسولُ لِيفهَموا معناه ، وأنه محفوظٌ في علمه تعالى ، فليس هو من عند محمدٍ كما تدّعون يا مشركي قريش . اننا لن نترك تذكيركم به بسببٍ من إعراضكم عنه ، وانهماككم في الكفر به ، وإنما نفعل ذلك رحمةً منّا ولطفاً بكم . ثم حذّرهم وأنذرهم بأن كثيراً من الأمم قبلهم كانوا أشدّ منهم قوة ، وكذّبوا رسُلَهم فكانت عاقبتهم الدمار والهلاك . { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } وقد رأيتم ما حلّ بهم ، فاحذَروا ان يحل بكم مثلُه . وبعد أن ذكر ان المشركين سادِرون في كُفرهم وإعراضهم عما جاء به القرآن بيّن هنا أن أفعالهم تخالف اقوالهم : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } ومع اعترافهم هذا بالله يعبُدون الاوثان من دونه ! ! . ثم ذكر تعالى أنه هو الذي جعل لكم الأرضَ فِراشاً ممهَّدا ، وجعل فيها طُرقاً لتهتدوا بها في سيَركم ، ونزّل من السماء ماءً بقدْر الحاجة يكفي الزرع ويسقي الحيوان ، وأحيا به الأرضَ الميتة . ومثلُ إحياء الأرضِ بعد موتها ، يخرجُكم يومَ القيامة للحساب والجزاء . ولقد خلق اصناف المخلوقات جميعاً من حيوان ونبات ، وسخّر لكُم السفنَ والدوابّ لتركبوها ، وتذكروا نعمة ربكم وتقولوا : { سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } لولا لطفُ الله بنا ما كنا لذلك مطيقين . إننا يوم القيامة إلى ربنا لراجعون ، فيجازي كلَّ نفس بما كسبت ، فاستعدّوا لذلك اليوم ، ولا تغفلوا عن ذِكره . قراءات : قرأ نافع وحمزة والكسائي : إن كنتم قوما مسرفين بكسر همزة ان . والباقون : أن كنتم بفتح الهمزة .