Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 22-33)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اسرِ بعبادي : سر بهم ليلاً . متبعون : يتبعكم فرعون وجنوده . رهْواً : ساكنا هادئا . مقام كريم : منازل حسنة . نعمة : ( بفتح النون ) الرفاهة وطيب العيش ، والنعمة : ( بكسر النون ) ما أنعم الله به من رزق ومال وغيره . فاكهين : ناعمين في عيش رغيد . فما بكتْ عليهم السماء : لم تكترث لهلاكهم . مُنظِرين : مهملين ومؤخرين . العذاب المهين : الشديد الاهانة والإذلال . عاليا : جبّارا متكبرا . من المسرفين : في الشر والفساد . على عِلم : عالمين باستحقاقهم ذلك . على العالمين : في زمانهم . الآيات : المعجزات . بلاءٌ مبين : اختبار ظاهر . فلما طال مقامُ موسى بين أظهُرِ قومِ فرعون ولم يؤمنوا به ، ولم يزدهم ذلك الا كفراً وعناداً دعا ربه شاكياً قومه حين يئسَ من إيمانهم ، بأن هؤلاء القوم مجرمون ، لا أمل فيهم . وحينئذ أمره اللهُ ان يُخرج بني اسرائيل ليلاً وان يحذَروا ، لأن فرعونَ وقومه سيتبعونهم . وطلب إليه : إنك اذا قطعت البحر يا موسى فاتركه ساكناً على حاله حتى يدخلَه فرعونُ وقومه فيغرقوا فيه . { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } . ثم بين الله تعالى بعد غرقِ آل فرعون كم تركوا بعد إغراقهم ومَهلَكِهم من بساتينَ وقصور ، وحدائقَ غناء وزروع ناضرة ، وعيشة ناعمة { كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ } ناعمين مترفين . { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } هكذا فعلنا بهؤلاء الذين كذّبوا رُسلَنا ، وهكذا نفعل بكل من عصانا . ثم إننا أورثنا تلك البلادَ وما فيها من خير عميم قوماً آخرين ، لا يمتّون إليهم بقرابة ولا دين . فما حزنتْ عليهم السماءُ ولا الأرض عندما أخذهم العذابُ ولا أُمهلوا لتوبةٍ او تداركِ تقصيرٍ . ثم بين الله كيف نَجَّا موسى ومن معه وذَكَر إحسانَه إليهم بأنه خلّصهم من العذاب المهين ، بإهلاك عدوّهم فرعون ، الذي كان متكبراً مسرفاً في الشر والفساد ، وبيّن انَّه اصطفاهم على عالَمِ زمانهم ، وأعطاهم من المعجزات ما فيه اختبارٌ ظاهر لهم وبلاء . كما قال تعالى : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [ الأنبياء : 35 ] .