Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 32-37)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بمستيقنين : بمحقِّقين . وبدا لهم سيئات ما عملوا : ظهر لهم عيوب اعمالهم السيئة . وحاق بهم : احاط وحلّ بهم . ننساكم : نترككم ونهملكم ، كما نسيتم : كما تركتم واعرضتم عن آيات الله وانكرتم لقاء ربكم في هذا اليوم . لا يُستعتبون : لا تُطلب منهم العتبى والاعتذار . الكبرياء : العظمة والسلطان . واذا قال لكم رسول الله : ان وعدَ الله ثابت ، وان يوم القيامة لا شكّ فيه ، قلتم : ما نعلم ما هي الساعة وما حقيقة القيامة ، وما عِلمُنا بذلك الا ظنّ ، وما نحنُ بموقنين أنها آتية . وظهرت لهم قبائح أعمالهم التي عملوها في الدنيا ، ونزل بهم جزاءُ استهزائهم بآياتِ الله ، ويقال لهؤلاء المشركين : اليومَ نترككم في العذاب وننساكم فيه ، كما تركتم العملَ للقاءِ يومكم هذا ، { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } ينصرونكم اليوم . فالله تعالى جمع لهم ثلاثة ألوان من العذاب : قطْع الرحمة عنهم ، وجعلِ مأواهم النار ، وعدم وجود من ينصرهم ، وذلك لأنهم أصرّوا على إنكار الدين الحق ، واستهزؤا بالله ودينه ورسله ، واستغرقوا في حب الدنيا . وهذا معنى قوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } لا يخرجون من النار بل يخلَّدون فيها ، ولا هم يُردُّون الى الدنيا ، ولا يُطلب منهم ان يسترضوا الله ويتوبوا . وبعد هذا الاستعراض فيما حوته السورة من آلائه واحسانه ، وما اشتملت عليه من الدلائل على قدرته بدءَ الخلق واعادته - أثنى الله على نفسه بما هو أهلٌ له فقال : { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ رَبِّ ٱلسَّمَاوَتِ وَرَبِّ ٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعِزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } . فلله وحده الحمد والثناء ، خالق هذا الكون بما فيه ، وله وحده العظَمة والسلطان في السماوات والأرض ، وهو العزيز الذي لا يُغلب ، ذو الحكمة رب العرش العظيم .