Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 101-102)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد ان بين الله تعالى ان وظيفة الرسول هي التبليغ ، ناسَبَ ان يصرّح بأن الرسول قد أدى وظيفة البلاغ الذي كمُل به الاسلام ، وانه لا ينبغي للمؤمنين ان يكثروا عليه من السؤال ، لئلا يكون ذلك سبباً لكثرة التكاليف التي يشقّ على الأمة احتمالها . يا أيها المؤمنون ، لا تسألوا عن أشياء من أمور الدين ودقائق التكاليف ولا من امور الغيب ، مما يُحتمل أن يكون إظهارها سبباً لإرهاقكم ، إما بشدة التكاليف وكثرتها ، أو بظهور حقائق تفضح أهلها ، وإن تسألوا النبي عنها في حياته اذ ينزل عليه القرآن يُبّينها الله لكم . ولقد فعلتم ذلك ، لكن الله عفا عن مسألتكم ، وهو حكيم بكم رؤوف في معاملتكم . عفا الله عنكم في هذه الاشياء ، فلا يعاقبكم عليها ، ولقد سأل عن أمثال هذه الامور الشاقة اقوام سبقوكم ، وأجابهم الله على السنة انبيائهم ، وحين زادت التكاليف ثقُل عليهم تنفيذها ، فأعرضوا عنها وأنكروها . وبذلك كانوا هم الخاسرين . والله سبحانه وتعالى يريد بنا اليسر لا العسر ، وقد أنزل هذا القرآن ليربي الرسول على هَديه وينشىء مجتمعا متكاملا ، فمن الأدب مع الله والرسول ان يترك الناس لحكمة الله تعالى تفصيل تلك الشريعة وإجمالها . وفي الحديث الصحيح عن ابي ثعلبة الخشني قال ، قال رسول الله عليه السلام : " ان الله فرض فروضا فلا تضيّعوها ، وحدوداً فلا تعتدوها ، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن اشياءَ رحمةً بكم من غير نسيان فلا تبحثوا عنها " رواه الدارقطني وغيره . وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذَرُوني ما تركتُكم ، فإذا أمرتُكم بشىء فأتُوا منه ما استطعتُم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدَعُوه ، فانما أُهلِكَ مَن كان قبلَكم بكثرة سؤالهم واختلافِهم على أنبيائهم " . وذكر عن الزهري قال : " بلغنا ان زيد بن ثابت الانصاري وهو من علماء الصحابة الكرام كان يقول اذا سئل عن الأمر : أكان هذا ؟ فإن قالوا : نعم قد كان ، حدّث فيه بالذي يعلم ، وان قالوا : لم يكن ، قال : ذروه حتى يكون " .