Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 3-3)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الموقوذة : التي ضُربت حتى ماتت . المترديّة : التي سقطت من مكان عالٍ ، او في بئر ، وماتت . النطيحة : التي نطحها حيوانٌ آخر فقتلها . مخمصة : جوع . متجانِف : منحرف ، مائل . يبين لنا هنا عشرة أنواع أكلُها محرَّم : لحم الميتة : وهي الحيوان الذي مات من غير ذبح شرعي . ولا يموت الحيوان إلا من مرض ، وهذا المرض يجعل لحمه مضرّاً ، والله تعالى لا يحب لنا الضرر . وكان العرب يأكلون لحم الميتة ويقولون : لِمَ تأكلون ما قتلتُم ولا تأكلون ما قتل الله ! ؟ . الدم : وكان العرب يأكلونه . لحم الخنزير . ما أُهل لغير الله : ويعني ما ذُكر اسمُ غير الله عند ذبحه . كلّ حيوان مات خنقا . الموقوذة : وهي التي ضُربت حتى ماتت . وما سقط من مكان عال فمات . وما نطحه آخر فمات . وكل حيوان افترسه السبع فمات . الا ما ادركتموه قبل ان يموت ، فذبحتموه ، فهو حلال لكم بالذبح . وكل حيوان ذبح للنُصُب والأصنام . ويحرم عليكم ان تستقسِموا بالأزلام ، وهي أعواد ثلاثة كان الجاهليّون يطلبون بواسطتها معرفة المغيبات . كان يُكتَب على أحدها " أمرني ربي " وعلى الثاني " نهاني ربّي " ويُترك الثالث دون كتابة . فكان من أراد سفَراً ، أو زواجاً أو غير ذلك يأتي سادنَ الكعبة ويقول له : استقِسم لي ، أي اعرِف لي ما قسم الله لي . فيُخرج السادن هذه الأعواد ويحرّكها في كيس او جراب ثم يسحب واحداً . فإذا خَرج الذي عليه " امرني ربي " أقدم الرجل على ما نوى ، واذا خرج الذي عليه " نهاني ربي " امتنع عن العمل . وان خرج الثالث واسمه الغُفْل أعاد السحبَ من جديد . وهذا وما شابه من الخرافات والأوهام لا يركن اليها الا ضعيف العقل والإيمان . وقد حرّمها الاسلام " ذلكم فِسْق " ، فهي خروج عن طاعة الله ، فامتنِعوا عنه . { ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ } انقطع رجاؤهم في القضاء عليكم ، فلا تخافوا ان ينقلبوا عليكم واتّقوا مخالفة أوامري . { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ … } نزلت هذه الآية يوم الجمعة ، بعرفة ، في حجة الوداع ، " وأتممتُ عليكم نعمتي " بإعزازكم وتثبيت اقدامكم ، " واخترت لكم الاسلام دينا " . روى الطبري في تفسيره ان النبي عليه السلام لم يعشْ بعد نزول هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة ، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام ، فكانت آخر ما نزل من القرآن . ونعود الآن الى عطف على آية التحريم ، لنجد ترخيصاً فيه منطق وتيسير . إنه يقول : لقد عددتُ المحرّمات ، لكن من الجأته الضرورة الى تناول شيء منها ففعَل ، لدفع الهلاك عن نفسه ، غير متعدٍّ ذلك الحد ، ولا منحرف عن أوامر الله فلا إثم عليه ان يأكل . ان الله يغفر له ، فالضرورات تبيح المحذورات .