Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 67-67)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عصمه الله : حفِظه ووقاه ومنعه من السوء . يا أيها الرسول ، بلّغْ الناس جميعاً بكل ما أوحي الله اليك ، ولا تخشَ في ذلك أحداً , ولا تخفْ مكروهاً ، فإن لم تقم بالتبليغ تكن قد خالفت أمر ربك . ان الله يحفظك من مكائد الناس ويمنعك من أذاهم وفتكهم . وهذه الآية مكيَّة نزلت في مكة ، ولكنها وضعت في السورة المدنية لحكمة دوام التبليغ . فقد روى الترمذي وابو الشيخ والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن عدد من الصحابة . " أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يُحرَس في مكة قبل نزول هذه الآية ، وكان العبّاس ممن يحرسه ، فلمّا نزلت ترك رسول الله الحرس " . " وروى أن أبا طالب كان يبعث مع رسول الله من يحرسه إذا خرج حتى نزل قوله تعالى { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } فذهب ليبعث معه ، فقال الرسول : يا عم ، ان الله حفظني ، لا حاجةَ بي الى من تبعث " . وقد صدَعَ رسولُ الله عليه الصلاة والسلام بالأمر وبلّغ الرسالة جميعها ، وبيّن للناس كلّ شيء ولم يخصَّ أحداً بشيء من علم الدّين ، فلا مجال لرأي بعض الفرق الإسلامية بصدد ذلك . قال ابن أبي حاتم ان هارون بن عنترة الشيباني أخبره أن أباه قال : كنت عند ابن عباس ، فجاء رجل فقال له : ان ناساً يأتوننا فيخبروننا أن عندكم شيئاً لم يُبدِه رسولُ الله للناس . فقال ابن عباس : ألم تعلم أن الله تعالى قال { يَـۤأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } واللهِ ما ورّثنا رسولُ الله سوداء في بيضاء . وفي صحيح البخاري عن ابي جحيفة قال : قلت لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن ؟ فقال : لا والذي فَلَق الحبّة وبَرأَ النَّسمة ، إلاّ فَهْماً يعطيه الله رجلاً في القرآن وما في هذه الصحيفة . قلت : وما في هذه الصحيفة ؟ قال : العَقْلُ ، وفكاكُ الأسير ، وان لا يقتَل مُسلم بكافر . هذا كما ثبت في صحيح مسلم " عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال في خطبة الوداع " أيها الناس ، إنكم مسئولون عَنّي ، فما انتم قائلون ؟ قالوا نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت . فجعل يرفع اصبعه الى السماء وينكسها اليهم ويقول : اللهم هل بلّغت " " . { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } ان الله تعالى لا يهدي الكافرين الذي هم بصدد إيذائك يا محمد بل سيظلون خائبين ، وتتم كلماتُ الله تعالى حتى يكمُل بها الدين . قراءات : قرأ نافع وابن عامر وابو بكر " رسالاته " بالجمع ، والباقون " رسالته " .