Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 42-62)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المنتهى : المعاد يوم القيامة . تُمْنَى : تصبّ في الرحم وتدفع فيه . النشأة الاخرى : البعث يوم القيامة . أغنى : كفى عبده وأغناه عن سؤال الناس . أقنى : أعطاه فوق الغنى من لمال ما يُقتنى ويُدّخر . الشّعرى : نجم مضيء وهي معروفة بالشّعرى اليمانية ، أشدّ نجمٍ لمعاناً في السماء ، يبلغ قطرها ضِعف قطر الشمس ، وأكثر لمعاناً من الشمس بِـ 27 مرة . وكان بعض العرب يعبدونها في الجاهلية . عاداً الأولى : قوم هود . المؤتفكة : قرى قوم لوط ، ائتفكت الأرض : انقلبت بمن عليها . أهوى : أسقطها في الأرض ، خسف بها الارض . غشّاها : غطاها العذاب . آلاء رَبِّكَ : نِعمه . مفردها إلي بفتح الهمزة وكسرها . تتمارى : تشك . أزفت : دنت واقتربت . الآزفة : الساعة يوم القيامة . كاشفة : من الكشف والإظهار . أفمن هذا الحديث : يعني القرآن . سامدون : لاهون . في ختام هذه السورة الكريمة يعجَب اللهُ تعالى من أمر الانسان ، وانه كيف يتشكّك في أمر الله وقدرته ، ويجادل ويماري في أمر الرسالات ! ! فمهما طالَ وجودُ الانسان في هذه الحياة فان مصيره الموتُ والرجوعُ إليه . ان الله تعالى وحده خلَقَ ما يسرُّ وما يُحزِن ، فأضحك وأبكى ، وذلك بأن أنشأ للانسان دواعي الضحك ودواعي البكاء . وقد يضحك غداً مما أبكاه اليوم ، ويبكي اليوم مما أضحكه بالأمس في غير جنون ولا ذهول ، إنما هي الحالاتُ النفسية المتقلبة بيدِ مقلِّب القلوب . وأنه هو يهب الحياة ويأخذُها ، وانه خلَقَ الزوجين : الذكر والانثى ، من نطفةٍ فيها آلاف الحيوانات الصغيرة التي لا تُرى بالعين المجردة . وهو الذي يحيينا مرةً أخرى يومَ البعث ، وانه سبحانه { هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } فأعطى ما يكفي ، وزادنا رضىً بما يُقْتَنَى ويُدّخر . { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } وقد نصّ بشكل خاص بانه ربّ الشعرى اليمانية ( ألمع نجمٍ في كوكبة الكلب الأكبر ، وأَلْمع ما يُرى من نجوم السماء ) - لان بعض العرب كانوا يعبدونها . وكان قدماء المصريين يعبدونها ايضا ، لأن ظهورها في جهة الشرق نحو منتصف شهر تموز قبل شروق الشمس - يتفق مع زمن الفيضان في مصر الوسطى ، وهو اهم حادث في العام ، وابتداء عام جديد . لقد أهلك الله عاداً الأولى قومَ هود ، وأهلك ثمودَ قوم صالح ، فما أبقى عليهم . كذلك أهلك قوم نوح من قبلهم ، وقد كانوا اكثر ظُلماً وأشدَّ طغياناً من عاد وثمود . أما المؤتفكة قوم لوط ، فقد قلَب بهم الارض وخسفها لطغيانهم وكفرهم . { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } فأحاط بها من العذاب الشديد المرعب ما لا يوصف . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } فبأيّ نِعمِ ربك عليك أيها الانسانُ تشكّ وترتاب ! ! وكما قال تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ … } [ الإنفطار : 6 ] . إن هذه كلَّها أدلةٌ على وحدانية ربك وربوبيته . { هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } هذا هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم جاءكم نذيراً بالقرآن الكريم ، وهو من النذُر الأولى التي أُنذرت بها الأمم السابقة . { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } قربتْ القيامة ، ولا يكشِف عن وقتها الا الله ، { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ } [ الأعراف : 187 ] . فما لكم ساهون لاهون ! ! وهل بعدَ هذا كلّه ينبغي أن تعجَبوا من هذا القرآن ، وهو حديثٌ عظيم فيه كل ما يقودكم الى الهدى والصلاح والسعادة ! ! وتضحكون استهزاءً وسخريةً ولا تبكون ، كما يفعل الموقنون ! . { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ } بهذا يختم الله تعالى هذه السورةَ الكريمة ، فاسجدوا لله الذي انزلَ القرآنَ هدىً للناس ، واعبدوه وحدَه لا اله الا هو . وهنا موضعُ سجدةٍ واجبة . قراءات : قرأ نافع وابن كثير : عاداً الَّولى بإدغام التنوين باللام . والباقون : عاداً الأولى . وقرأ حفص : وثمودَ بغير تنوين . والباقون : وثموداً بالتنوين . وقرأ الجمهور : تتمارى بتاءين . وقرأ يعقوب : تمارى بتاء واحدة .