Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 43-55)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أم لكم براءة : أم عندكم كتابٌ فيه نجاتكم من العذاب . الزُبُر : جمع زبور ، وهي الكتب السماوية . ويولّون الدبُر : يعطونكم ظهورهم عندما ينهزمون . أدهى : أعظم . وأمر : اشد مرارة . سعر : نيران مستعرة . سقَر : اسم من اسماء جهنم ، ومسّ سقر : حرها ، بقدَر : بتقدير حسب حكمة بالغة . وما أمرُنا الا واحدة : كن فيكون . كلمح بالبصر : كلمح البصر لشدة سرعته . أشياعكم : أشباهكم ، وأتباعكم وانصاركم . مستطر : مكتوب . ونهَر : أنهار . في مقعد صدقٍ : في مكان مرضي . عند مليكٍ مقتدر : عظيم القدرة . يوجَّه الخطابُ هنا الى قريشٍ ومن والاهم . أكفاركم يا معشَر قريشٍ أقوى من تلك الأقوامِ التي ذُكرت ، فأنتم لستم بأكثرَ منهم قوة ، ولا أوفرَ عددا . وهل عندكم صكٌّ مكتوب فيه براءتكم من العذاب ! . ام ان المشركين يقولون : نحن واثِقون بقوّتنا ونحن منتصِرون . وقد ردّ الله عليهم مقالَهم بأنهم سيُهزمون ويولّون الدبُر . وقد صدق الله وعدَه فهزمهم جميعاً ونصرَ رسولَه الكريم صلى الله عليه وسلّم . ثم بيّن الله أن الهزيمةَ هي عذابُ الدنيا ، وان موعدَهم يومُ القيامة ، فيه العذاب الشديد الذي ليس له مثيل ، وكل عذابٍ دونَ جهنمَ بسيط وقليل . ففي ذلك اليوم يكون المجرمون من المشركين في هلاكٍ وجحيم مستعر ، { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } ويقال لهم : { ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } قاسوا عذابَ جهنم . ثم بين الله تعالى أن كلّ ما يوجد في هذا الكون يحدُث بقضائه وأمرِه وتقديره على ما تقتضيه حكمته ، وان أمْرَه ينفَذُ بكلمة { كُنْ فَيَكُونُ } [ البقرة : 117 ] بأسرعَ من لمح البصر . ثم بين لهم انه أهلكَ اقواماً كثيرا أشباههم فهل يعتبرون ؟ وان كل شيء فعلوه في الدنيا سيَجِدونه مكتوباً مسجّلاً لا يغيبُ منه شيء . { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } كلّ صغيرٍ وكبير من الأعمال مسجَّل مسطور . وبعد ان بين مقام الكافرين وما ينتظرهم من عذاب يوم القيامة ، ذكر ما ينالُه المتقون من الكرامة عند ربهم في جنّاتٍ وأنهارٍ متعددة . { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } في مجلسٍ كريم في ضيافةِ الرحمن الرحيم ، القويّ العزيز ، عظيمِ القدرة جلّ جلاله .