Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 20-22)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يحادّون : يعادون ، يخالفونه فيما أمر ونهى . في الأذلّين : في أذلّ من خلَقَ الله . كَتَبَ اللهُ : قضى وحكم . أيّدهم : قواهم ودعمهم . بروح منه : بنور وعزم من عنده . يوادّون : يتقربون إليهم بالمودة والمحبة . ان الّذين يخالفون أَوامر الله ونواهيَه ، ولا يطيعون الرسول فيما شَرَعَ وبيّن - هم في عِداد الّذين بلغوا الغايةَ في الذِلّة والهوان … بالقتلِ والأسرِ والهزيمة في الدنيا ، وبالخِزي والنَّكالِ والعذاب في الآخرة . وقد قضى الله وحَكَمَ في أُمّ الكِتابِ بأن الغَلَبةَ والنصر له ولرسُله ، وقد صَدَق في ذلك . { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } . متى أراد شيئاً كانَ ، ولم يجدْ معارِضاً ولا ممانعاً على شرط ان يكون المؤمنون صادقين في إيمانهم يعملون بِجدّ وإخلاص ، ويتّخذون لكلِّ شيء عدَّتَه . ثم بين تعالى ان الإيمانَ الحقّ لا يجتمع مع موالاة أعداء الله ، ممهما قرُبَ بهم النسبُ ولو كانوا آباءً او أبناءً او إخواناً او من العشيرة القريبة . وهذا معنى قوله تعالى : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ … } لا تجدُ قوما يجمعون بين الإيمان باللهِ ورسولهِ واليوم الآخر ، ومَودَّةِ أعدائه مهما كانت قرابتُهم . { أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } . فهؤلاء الذين يُخلِصون لله ولا يوالون الجاحدين الذين يحادُّون الله ثَبَّتَ اللهُ في قلوبهم الإيمانَ وأيَّدهم بقوّة منه ، ويُدخِلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها لا ينقطع نعيمها ، قد أحبَّهم اللهُ وأحبّوه ورضيَ عنهم ورضُوا عنه . { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . لأنهم اهلُ السعادة والفلاح والنصر في الدنيا والآخِرة ونِعْمَتِ الخاتمة .